ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وقد يجادل في كون هذا التفضيل لبعض الناس على بعض آخر أمراً عادلاً. والبحث يعق في حالتين..
(الحالة الأول) أن يكون الاعتقاد والسلوك الخاطئ قد حدث من دون اختيار من صاحبه، لأن بيئته وظروفه كانت قاهرة في حجب الحقيقة عنه بالقياس الى قدراته، فهل يصح ان يؤخذ عليه ما فات عنه على هذا الأساس؟
اما الحالة الثانية) ان يكون الاعتقاد والسلوك الخاطئ قد نشأ عن اختياره، سواء كان هذا الاختيار تساهلاً او عناداً. ومن الطبيعي في هذه الحالة ان لا ينال المخطئ مكافأة المصيب، وفق ما بينها في الحالة السابقة.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 133.