8:10:45
كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء توجّه كتاب إمتنان لمدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلاغة الدم والنور... ملاحم شعرية في مدح ورثاء آل محمد بالفيديو | الوفد الاوربي الاثري يزور معالم كربلاء التاريخية برفقة خبراء مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء: الأرض التي سكنت قلوب الأنبياء قبل أن تسكنها نسائم الشهادة مركز كربلاء يحتفي بعودة مديره... القريشي يستأنف عمله وسط ترحيب حار موسوعة كربلاء تُعيد قراءة التاريخ... مدينة سيد الشهداء بين قداسة المكان ودقة الرواية أنهار الحياة في كربلاء... رحلة الماء بين الحسينية وبني حسن الحسين بقلم مستشرق بريطاني: هو ثائرٌ لم يطلب ملكاً بل عدلاً الاعتبار و الاتعاظ بالقرون الماضية و الأمم السابقة ... محمد جواد الدمستاني من بيت الحكمة إلى مكتبة مركز كربلاء... قاموس يُترجم لغة الآثار بين النص والميدان... كيف أعاد "البالغون الفتح" رسم خريطة شهداء الطف؟ بعيون كربلائية - شارع ابن الحمزة في كربلاء المقدسة "مسند أبان بن تغلب الكوفي"... موسوعة حديثية فريدة يصدرها مركز كربلاء للدراسات والبحوث المرقدان الشريفان... محركا الاقتصاد الكربلائي عبر العصور كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / كربلائيون
02:22 PM | 2025-05-05 305
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى

 في زوايا الذاكرة الكربلائية، وبين أروقة الأدب الحسيني، يسطع اسمٌ طُبع بالحزن والبديهة، بالارتجال والدموع، الشيخ الأديب "قاسم بن محمد علي بن أحمد الحائري"، المعروف بـ "الهرّ"، أحد أبرز شعراء كربلاء في القرن الثالث عشر الهجري، الذي حوّل مآسي عاشوراء إلى أنغام دامعة، وملأ المجاميع الأدبية المخطوطة بنار الشوق ورماد المصاب.

ولد هذا الطود الحسيني الشامخ عام 1216 هـ في كربلاء المقدسة، وعاش فيها شاعراً فصيحاً، أديباً فاضلاً، سخيّ البيان، ارتجاليّ النظم، حتى لقب بـ "شاعر البديهة"، لكنه أُصيب في أواخر أيامه بالعمى، فكان ظلامه البصري نوراً روحياً استحضر فيه مأساة الطف بشجن مختلف.

لم يكن "الحائري" شاعراً فحسب، بل كان شاهداً روحانياً على كربلاء التاريخ والمأساة، حيث خلّد معشوقه الإمام الحسين "عليه السلام" في مراثٍ حارقة تصف أدق تفاصيل المصاب، من الدم، والخيام، والسيدة زينب، والإمام السجاد، والجواد الصهيل، والرؤوس المرفوعة على الرماح.

وفي واحدة من أعذب مراثيه، يخاطب "الحائري" محاجر عينيه، كأنهما النبع الذي لا ينضب، منشداً:

 

أمحاجرٌ أبكي سيد الشهداء                  نجل النبي وفاطم الزهراء

ما عذرُ يومِ الحشرِ من لم يبكه             بمدامع ممزوجة بدماء

 

ويمضي مناجياً الدم والدمع، حتى تتحوّل القصيدة إلى لوحة دامعة:

 

سحّي الدما عوض الدموع لفتية            بذلوا النفوس السيد الشهداء

لمّا دعاهم للقتال فداؤه                       روحي وقل له عظيم فداء

 

 

ويصل ذروة الألم وهو يصوّر مشهد وداع الإمام الحسين لأخته زينب "عليهما السلام":

 

أسفي له نادى لزينب أخته                  يا أخت قومي قبل وشك فناء

قومي الى التوديع يا ابنة حيدر             لا تجزعي من مفضع الأرزاء

 

لم يكن شعر "الحائري" تكراراً نمطياً لقصائد الرثاء، بل كان مشحوناً بالتصوير الحيّ والمعايشة الروحية، ففي مشهد استشهاد السبط الأصغر "عليه السلام"، يصوّر السهم يخترق قلب الحسين، والنساء تهرع، والجواد يصهل، والرأس يرتفع على القنا، في ساحة سردٍ متوهّجة:

 

فأصابه سهمٌ بلَبّة قلبه                        ليت لفدا قلبي له وحشائي

فهوى صريعاً يستغيثُ من الظما وغدا الجواد يجول في البيداء    

 

رحل الشيخ "قاسم الحائري" في عام 1276هـ، بعد أن سلّم قلمه ودمعه لأرض كربلاء، فمات الأديب الأعمى، لكن كلماته بقيت تنظر من المجاميع المخطوطة إلى كل جيل يأتي ليقرأ، فيبكي، ويستذكر أن الشعر كان وسيبقى شاهداً على ظلامة الحسين.

 

المصدر: النخبة من أدباء كربلاء، نور الدين الشاهرودي، 2005، ص15-16.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp