ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
(السؤال) إن التكليف عند العقلاء لا يصح أن يتناول الاعتقاد. لأن الاعتقاد هو قناعة الإنسان بما يعتقد به.
والقناعة تنشأ عن مبادئ داخلية لا سلطان للإنسان عليها فلا يمكن للإنسان أن يتكلفها، فيكون تكليفه بالاعتقاد الصحيح أمرا غير عادل۔
(الجواب): إن الاعتقاد ليس حالة قهرية ومفروضة على الإنسان، بل هو أمر اختياري يكون عرضة للخطيئة، كما هو عرضة للخطأ.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 114.