ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وتوضيح ذلك: أن الإيمان بالدين يشمل مرحلتين
(المرحلة الثانية): لزوم إذعان الإنسان بالحق بعد الوقوف عليه، فلا يتعامل معه بالتشكيك والجحود.
وهذا أيضاً أمر ضروري بإدراك العقل، ومن ثم نجد العقلاء يؤنبون أصحاب العقائد الخاطئة على إصرارهم على عقائدهم بالرغم من وضوح الحجة على خلافها، مثل من يعتقد بما يكون فيه تعسف وظلم بيّن على الآخرين.
ومن المعلوم أن إذعان الإنسان بالحقيقة أول خطوة في المسيرة الصحيحة في الحياة بعد إدراكها، وهو أساس هذه المسيرة، فمن لم يتعامل مع ما اكتشفه في شأن حقانية الدين تعاملاً جادة بالإذعان به كان ذلك خطأ منه بل خطيئةً في ما يقع منه من الانحراف عن المنهج الصحيح.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 113.