كرّس نجيب باشا معظم جهوده نحو فرض سيطرة الدولة المركزية، وبالنتيجة لم تشهد كربلاء في عهده تطبيقات واضحة للتنظيمات العثمانية، وكان من بين ما قام به في هذا المجال، وبهدف فرض مركزية الدولة، هو اتخاذ إجراءات لفرض السيطرة الحكومية على إجارة العتبات المقدسة في كربلاء.
وعمدت الدولة العثمانية الى تولَّي المسؤولية في اختيار الموظفين المهّمين في إدارة العتبات المقدسة، واستبعاد ان يكون الموظفون من خارج رعايا الدولة العثمانية، وعمدت الى منحهم مرتبات من خزينة الدولة بوصفهم من موظفيها، وسعت الى أن يتولّى موظفون من جانبها الإشراف على مقتنيات العتبات المقدسة والهدايا التي تُقدم اليها.
كما امتدت الى كربلاء التنظيمات الإدارية التي جرت في بغداد، وإن كانت بوتيرة أبطأ لطبيعة المنطقة وما شهدته من أحداث إبان ولاية نجيب باشا، كما كان لها نصيبها من المجالس التمثيلية التي استُحدثت في الدولة العثمانية خلال مرحلة التنظيمات.
ان المرحلة المبكرة من التنظيمات كان في كربلاء مجلسُ يعرف بـ (مجلس كربلاء المعلّى) تولَّى مهمة القيام بالتنظيمات الإدارية اللازمة، والعمل على استتباب الأمن في المنطقة، والسعي لحلَّ المشكلات فيها ومخاطبة الولاية عند الضرورة.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص177-182