سجلت موسوعة كربلاء الحضارية مهام الجهات الصحية في المدن المقدسة ومنها كربلاء، ان تتولى العناية بالزوار الاحياء، وتتحمل مهمة أخرى أكثر صعوبة وهم الأموات الذين يؤتى بجثثهم لتدفن في كربلاء، أيام الحرب العالمية الاولى.
بحسب الوثاق البريطانية، ان المركز الصحي في كربلاء نشط وأدى خدماته من 26حزيران، أي قبل وصول مساعد الحاكم المدني، ومما تجدر الإشارة اليه انه دون تفاصيل إحصائية دقيقة عن معدل المرضى المراجعين اليومي وللمرضى القدامى والجدد، ومعدل الحالات المرضية الجدد (5037).
وقد بلغ عدد الحالات المرضية في الامراض العصبية والنفسية (106)، وعدد حالات امراض العيون (1498)، وامراض الاذن (218)، وامراض الجهاز التنفسي (416)، وامراض الجهاز الهضمي (793) مريضاً، وامراض الجهاز التناسلي (301)، والامراض الجلدية (898)، وامراض الدورة الدموية، وامراض أخرى بحدود (1500) مراجع، وعدد المصابين بالملاريا الذين راجعوا بلغ عددهم (898) مريضاً وأجريت ثلاث عمليات كبرى و (140) عملية صغرى.
حاولت بلدية كربلاء ان تزيد من التخصيصات للجانب الصحي ولهذا بلغت تكاليف هذا الجانب المهم في مدينة يكثر فيها الزوار من داخل وخارجه الى عشرة آلاف روبية للعام (1919-1920م).
وفي نهاية الحرب العالمية الأولى كان في كربلاء مستشفى واحد تحولت الى أنقاض في اعقاب الحرب فرممها البريطانيون لمعالجة حالات المرضية الخطيرة التي تعرض لها البريطانيون مثل الكوليرا حيث توفي (15) شخصاً عام 1918م في مدينة كربلاء، توافرت موارد ترميم المستشفى من رسوم دفن الموتى وزيادة الضرائب.
والجدير بالذكر تولى العمل في الحقل الصحي رجل مسيحي، وكان يتجول ويمارس مهنته ولا سيما التلقيح ضد الجدري وهي مهنة توارثها عن ابيه اما أجرته لتلقيح الشخص الواحد، فكانت بواقع روبية واحدة وهذا مبلغ يعد مكلفاً يومئذ ولهذا لجأ الناس الى المستشفى الحكومي.
يعد مرض الملاريا من الامراض المستوطنة والمنتشرة التي أصيب بها عام 1918م مجموعه (3436) شخصاً وتأتي امراض العيون بالدرجة الثانية بواقع (2724) شخصاً اما الامراض الجلدية فقد سجلت (1101) مريضاً والجهاز التنفسي (467) شخصاً وبلغ عدد المراجعين لمستشفى كربلاء عام 1918م ما مجموعه (14283) مريضاً.
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص524-525