ذكر السيد المقرم في كتاب مقتل الحسين (عليه السلام) من إشكاله على من قال بوجود ام البنين (عليها السلام) على قيد الحياة خلال الطف أو بعدها، وقد ساق لنا جملة من الاستدلالات منها ما جاء على لسان المرحوم الشيخ السماوي بقولة "وانا استرق جداً من رثاء امه فاطمة ام البنين الذي أنشده أبو الحسن الاخفش في شرح كامل.
وقد كانت تخرج الى البقيع كل يومٍ ترثيه، وتحمل ولده عبيد الله فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة، وفيهم مروان بن الحكم فيبكون لشجى الندبة، وكان من قولها عليها السلام:
يـا من رأى العباسَ كرّ ... عــلـى جـمـاهير الـنـقدْ
ووراه مـن أبناء حيدر ... كــــلّ لــيــثٍ ذيِ لــبــد
أنبئت أنّ ابني أصيبَ ... بــراسـه مـقـطـوع يـــد
ويـلي عـلى شـبلي أمال ... برأسه ضـرب الـعمد
لـوكان سـيفك فـي يـد ... يــك لـمـا دنـا مـنه أحـد
وبعد مراجعة ما ذكره السيد المقرم في كتابه العابس (عليه السلام) قال: وأول من رثاه امه ام البنين التاريخ يثبت حياتها يومئذ، وأنها بقيت في المدينة، وهي التي كانت ترثي أولادها الأربعة، في حين انه في كتابه مقتل الحسين (عليه السلام) أنكر صدور هذه الابيات لها واعتقد ان الابيات للشيخ السماوي ومن تضاعيف كتابيه وجدنا ان تأليف كتاب المقتل متقدم على كتاب العباس (عليه السلام) وذلك لانه ذكر في المقتل قصيدة الشيخ محمد جواد البلاغي في 1394هـ التي انشأها سنة 1354هـ.
اما عدم خروجها (عليها السلام) مع انها سرحت قلبها معهم، وبقيت ترفرف بروحها على ساحة المعركة لكبر سنها او انها كانت مأمورة من قبل امام زمانها بأمرٍ خاصً يقتضي عدم خروجها، وكيف كان فهي لا تتخلف عن الحسين (عليه السلام) لو لا رضاه.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، ج5، 58-60.