للمكانة الدينية الكبيرة لمدينة كربلاء بوصفها من مدن العتبات المقدسة فقد صارت محطاً للقوافل التجارية، ومركزاً كبيراً لاستقطاب آلاف الزائرين سنوياً، فشهدت المدينة حركة تجارية واسعة بسبب وجود عدد من التجار الإيرانيين والهنود وغيرهم من الذين اتخذوا المدينة مقراً لعملياتهم التجارية، وقد وصف المدينة أحد الرحالة المجري ميهاي فضل الله قائلاً: " وكربلاء مدينة تجارية يعود الفضل في ازدهارها إلى الزوار الشيعة الذين يتدفقون عليها ".
كان أهم البضائع التي تستوردها مدينة كربلاء البضائع الصغيرة والأقمشة والشاي والسكر والقهوة والأصباغ والنفط والتوابل الهندية، والشمع والسجاد الإيراني. في حين كانت صادراتها تتمثل في التمر والجلود المدبوغة والصوف والأطباق والأكفان المنقوشة والمسابح وسجاد الصلاة.
أما السوق الرئيس لمدينة كربلاء فكان يسمى بالقيصرية وهو سوق كبير ضم (20) دكاناً، وفيه مختلف البضائع المحلية فضلاً عن الأجنبية، وكان من بين أهم السلع الفاخرة في دكاكين كربلاء هي الزعفران الذي تميز بصفائه وخلوه من كل شائبة حتى قيل انه لا يوجد مثله في بغداد نفسها. وقد وصف علي سعاد المفتش العثماني الذي زار مدينة كربلاء عام 1909م سوق كربلاء قائلاً : " وبكربلاء سوق مغطى ( مسقف ) مزدحم ومنتظم للغاية ، والبضائع الإفرنجية ( الأجنبية ) هي الأكثر رواجاً في معظم حوانيته ، به الأسياد ( السادة ) المعممون بالعمائم الخضراء ، ويزدحم هذا السوق بالبائعين الذين يبيعون العطور في الزجاجات المزينة بالنجوم ، ... ، وبائعي المسبحات وكذا الصرافين ، وبائعي التحف ، والسراجين ، والحائكين ، وصانعي الأحذية ، وبائعي اللبن والزبادي والزبد ، ولم أر بائعاً للكتب سوى حانوت واحد كان موجوداً في زاوية أحد المنازل . أما بائعو الحلوى والفاكهة المتجولون فكانوا كثيرين جداً في الصحن الشريف (الصحن الحسيني) وعند الأبواب ".
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية /مركز كربلاء للدراسات والبحوث / الوثائق العثمانية /ج7/ص269
هل تعلم
ان من الأسواق الشهيرة في مدينة كربلاء سوق العرب الذي ذكره الرحالة نولد في عام 1892م، وقد اشترى منه بعض الأشياء النادرة، كما أنه أُعجب بصفاري المدينة.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية /مركز كربلاء للدراسات والبحوث / الوثائق العثمانية /ج7/ص269