يتميّز البيت الكربلائي بوجود مكان للراحة والاستقرار يُطلق عليه "السرداب" وهو اصطلاح فارسي مؤلف من مقطعين (سرد) أي بارد و(آب) وتعني الماء، حيث تقضي فيه العائلة ساعات طويلة في أيام الصيف الحارة.
يعود تاريخ السرداب في البيوت التراثية، إلى بدايات العصور الإسلامية الأولى، فقد كشفت التنقيبات الأثرية عن بعض السراديب التي تقع في قصر الأخيضر قرب كربلاء، منها سرداب يقع في الجهة الشرقية للرحبة الكبرى تحت القاعة، له سُلّم يتكون من 24 درجة، وسرداب آخر يقع في مبنى الملحق الشرقي عند وسطه تحت الإيوان الوسطي من الملحق المذكور له سُلّم يقع في الجهة الجنوبية الشرقية ويتألف من عدة درجات.
تجري تهوية السرداب بواسطة فتحات صغيرة جانبية تكون عادة في مستوى أرضية الساحة الداخلية المكشوفة (الحوش)، وكذلك من باب المدخل والدرجات (السلالم) المؤدية إليه، وهناك مجار عمودية للتهوية عبارة عن فتحات داخل الجدار وفوهتها في أعلى سطح البيت تنقل الهواء من الأعلى عبر هذه الفتحات إلى مستوى منخفض في أرضية السرداب، فيساعد الماء الذي يرش على أرضية السرداب بترطيب الهواء الخارجي الجاف الآتي من سطح البيت عبر هذه الفتحات، وفي الشتاء تستعمل السراديب مخزناً لحفظ الحبوب والغلات والفواكه وبعض الحاجيات المنزلية الأخرى.
المصدر/ جريدة المدى، رؤوف الانصاري، ملحق العدد 2645.