قبيل شنّهم لهجومهم الغادر على مدينة كربلاء المقدسة، بعث الوهابيون سراً جماعة منهم إلى ضواحي المدينة كزائرين الى العتبات المقدسة، حيث إتصلوا بحاكم كربلاء آنذاك المدعو "عمر أغا" وعقدوا معه إتفاقاً سرياً لتسهيل الهجوم على المدينة وسكانها.
وفي الثامن عشر من ذي الحجة من عام (1216هـ) المصادف حينها لذكرى عيد الغدير، كان معظم سكان كربلاء قد توجهوا لزيارة مرقد الإمام علي "عليه السلام" في النجف الأشرف، ليقوم حينها ما يقرب من (25,000) من العناصر التكفيرية، بالهجوم على المدينة ممتطين الجياد، ليقدموا بعدها على نهب النفائس الثمينة في الروضة الحسينية المقدسة بعد أن قتلوا كل من وقعت عليه أعينهم بمن فيهم النساء والأطفال تحت شعار "اقتلوا المشركين".
هذا وقد أشار المؤلفيّن العراقيين السيد "محمد حسن مصطفى الكليدار" والأستاذ "جعفر الخياط"، الى الاتفاق الحاصل حينها بين العثمانيين والوهابيين، بالقول إنه لم يجدِ وصول مندوب الحكومة العثمانية حينها "الكهية علي باشا" إلى كربلاء نفعاً، نظراً لأن حاكم المدينة "عمر أغا" كان متواطئاً مع الغزاة سراً، الى درجة أنه هرب إلى قرية الهندية المجاورة بمجرد دخولهم المدينة.
وكان المستشرق البريطاني "ستيفن هسلي لونكريك" قد بيّن بعضاً من تفاصيل هذه المجزرة الوحشية، قائلاً إن "الفاجعة الكبرى كانت على قاب قوسين أو أدنى، تلك الفاجعة التي دلت على منتهى القسوة والهمجية والطمع الأشعبي، واستعملت باسم الدين".
المصادر