توسع العمل الصحفي الكربلائي عن جغرافية هذه المدينة المقدسة، ليشمل العاصمة بغداد، حيث كان لأقلام الأدباء الكربلائيين القدح المعلى في توعية الجماهير وبث الأفكار والمفاهيم الانسانية الخيرة من أجل مجتمع يسوده العدل الاجتماعي وتكافؤ الفرص.
ومنذ نهاية العشرينات حتى أوائل الخمسينات صدرت صحف ومجلات في بغداد استقطبت أقلام الكثير من الادباء والباحثين، واعتنت بنشر البحوث والمقالات التي تتعلق بالتربية والتعليم والاصلاح الاجتماعي مضافاً الى الدراسات الأدبية والنقد البناء الموجه، وتوجت صحائفها بنشر الشعر الرصين، مما كان له الأثر الواضح في بلورة مسار الحركة الثقافية بالعراق.
ومن بين هذه الصحف والمجلات الصادرة آنذاك هي: "جريدة الاحرار" التي تعد جريدة يومية سياسية عامة مبدأها الحق والوحدة، حيث صدر عددها الاول في بغداد بتاريخ (14 صفر 1352هـ / 8 حزيران 1933م) لصاحبها الدكتور "عبد الجواد الكليدار آل طعمة" ، فيما تعرضت كبقية الصحف السياسية الحرة للتعطيل على أثر نشر مقال لـ " أحمد جمال الدين" في العدد 30 عن سر مقتل الملك "غازي"، فعُطّلت شهر ثم لمدة ستة أشهر بعد اعداد قليلة وحكم على صاحبها بالسجن والغرامة ثم احتجبت نهائياً.
وتقول "زاهدة إبراهيم" مدير عام المكتبة المركزية في جامعة بغداد من عام 1974-1982م، "لقد عارضت هذه الجريدة الوزارة الكيلانية معارضة شديدة أدت الى تعطيلها شهراً كاملاً، ثم عطلت ستة أشهر وسجن صاحبها وعلى الرغم من ذلك لم تغير خطتها.
المصدر/ كربلاء في الذاكرة، سلمان هادي آل طعمة، ص122-123.