ضمّت مدينة كربلاء المقدسة، العديد من المعالم الدينية والتاريخية الموغلة في القِدم بحكم تعاقب العديد من الإمبراطوريات السالفة على حكم بلاد وادي الرافدين، وإستيطان نسبة لا يُستهان بها من سكان هذه الإمبراطوريات في أرض كربلاء ذات التربة الخصبة والمياه الوفيرة.
وتعدّ "النواويس" أو المقابر، إحدى المعالم السالفة الذكر، حيث ينتشر أغلبها في القسم الشرقي من كربلاء، وبالتحديد ما يلي "بطيحة" أو "هور السليمانية"، وتمتد حدودها حتى النهر الكبير، وتضمّ بعضها سلاسل من التلال التي تم العثور فيها على مجموعة من التحف الأثرية كأكواب الخزف المليئة بتراب أصفر اللون وذو روائح نتنة، حيث تشير بعض المصادر التاريخية الى أن هذا التراب قد يكون من بقايا جثامين السومريين بحكم إعتيادهم خلال تلك العصور على دفن موتاهم تحت غرف منازلهم.
يذكر أن من بين التقاليد السومرية السائدة في دفن الموتى، هي إيداع جرتيّن كبيرتيّن من الفخار تكون إحداهما مقابلة للأخرى في قعر التابوت المستطيل الشكل وذو الزوايا القائمة.
المصدر:
(1) بغية النبلاء في تأريخ كربلاء: عبد الحسين الكليدار آل طعمة، من منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 126-127.