يمكن إدراك أهمية المساجد والحسينيات إذا ما علمنا دورها الاصلاحي والاجتماعي والثقافي في حياة المسلمين، ففيها يجتمعون عند اوقات الصلاة وفي المناسبات الدينية كالأعياد وايام الجمع وغيرها.
ومن أبرز المساجد التي تميّزت بها مدينة كربلاء القديمة هو "مسجد المخيم" الذي تشير المصادر التأريخية الى أنه أُسِّسَ عام (1380هـ/1960م)، إلا ان بعض المعمرين من أهالي محلة المخيم ذكروا ان تأسيسه أقدم من هذا التاريخ من دون معرفة مؤسسه، وأما بخصوص موقعه، فهو في محلة المخيم وسط سوق المخيم الرئيسي على جهة اليمين بالنسبة للمتجه إلى مقام المخيم الحسيني، فيما لم يُعثَر على وثائق له في مديرية الوقف الشيعي.
وقد ذكر السيد "عبد المنعم عبد الأمير مهدي" صاحب الدار الملاصق للمسجد، أنه "كان يلاحظ مجيء المرجع الكبير السيد محسن الحكيم (قدس سره) كل يوم خميس من النجف إلى كربلاء، سالكاً طريق سوق الزينبية المؤدي إلى حرم الإمام الحسين (ع) ليقف بعدها عند مسجد المخيم رافعاً يديّه بالدعاء أمام باب المسجد لمدة دقيقة او أكثر قبل ذهابه، وأنه اوصى ذات مرة أصحاب المحلات التجارية بالمحافظة على هذا المسجد وصيانته ورعايته لأنه يمثل موقع (خيمة الفسطاط) كما سماها الإمام الحسين (ع)".
وكان المسجد في باديء الأمر عبارة عن بناء من الطابوق (الفرشي) على شكل اقواس، ذو مساحة تقدر بـ (80 متر مربع)، مع تشققات في السقف والجدران، إلا أنه خضع لاحقاً لعملية إعادة بناء شاملة، فيما أكّد كثير من المواطنين المحليين حصول معاجز وكرامات وشفاء للمرضى وقضاء لحوائج زائري هذا المحل المقدس على مرّ السنين.
المصدر/ مساجد وجوامع كربلاء وحسينيات، أحمد باسم حسن، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج1، ص20-23.