كان يسعى سادن العباس (عليه السلام)، السيد مرتضى آل ضياء الدين الى تأسيس مكتبة باسم "مكتبة أبي الفضل العباس" تكون في جامع العباس (عليه السلام) وبذل جهوداً كثيرة لذلك حيث هيأ مجموعة من الكتب وأعد لها دولابين كبيرين واخذ يسعى لإيجاد مكان مناسباً لها.
وقد كان في الجانب الغربي من الصحن الشريف ما بين باب صاحب الزمان وما بين باب الحسين محل له بابان باب جنوبي وباب شمالي فاذا دخلت فيه من الباب الجنوبي ترى عن يمينك بابين كل باب يؤدي الى ايوان من اواوين الصحن، وفي جانب الشمال بئر وفي وسطه مخزن يملأ بالماء بواسطة أحد العمال، وبعد مضي بضع سنين أمر السادن بهدمه ودفن البئر واسس فيه بناء ليكون مكتبة.
قضى السادن نحبه عام 1357هـ وانتقلت السدانة الى ولده السيد محمد حسن، وفي أيام سدانته احتاج مشهد العباس الى محل توضع فيه الوازم والأدوات فاقتضى الامر ان يكون المكان المذكور محلاً لها، وكان السادن يقول "لا بد لنا من تأسيس هذه المكتبة ان لم يكن اليوم فغداً" غير انه وافاه الاجل سنة 1372هـ وانتقلت السدانة الى ولده الأكبر جناب السيد "بدري" فحضر عنده يوماً الأستاذ محمد حسين الاديب وفاتح السادن موضوع المكتبة التي أرادها جده وابوه من قبل.
بعد كلام طويل استمر أسابيع متعددة تم القرار على تأسيس مكتبة باسم "ابي الفضل" وان يكون محلها في غرفة في الطابق الأعلى من الجانب الجنوبي من الصحن الشريف، اتصل الاديب بالحاج كاظم الرحماني والشيخ عبد الزهرة العماري والسيد سعيد زيني ليكونوا له عوناً في هذا المشروع ثم اتصل هؤلاء بالسيد مهدي نجل المرحوم السيد محسن الحكيم ليمد لهم يد المساعدة، وتبرع لها مجموعة من العلماء والادباء ورجال الدين والكثير من محبي العلم بمجموعة من الكتب التي ساهمت في قيام هذه المكتب وبعدها تم تعيين الشيخ عبد الحميد الطائي مديراً للمكتبة اطلق عليه اسم "معتمد المكتبة" جعل له راتباً يدفع اليه وكان دوامها عبارة عن سبع ساعات في اليوم من التاسعة صباحاً حتى الظهر ومن قبل المغرب ساعتين والعطلة يوم الثلاثاء.
المصدر/ مشهد الحسين وبيوتات كربلاء، مجيد الهر، ج7، ص68-78.