ان الموقع الديني لمدينة كربلاء المتميز أدى الى ان تصبح ذات أهمية تجارية ايضاً فاشتهرت بكثرة أسواقها وتعدد المهن والصناعات الشعبية فيها، وما تدره هذه المهن على القائمين بها، وهي تشكل حاجات الفرد الاقتصادية والمعيشية وبالتالي يؤدي الى انتعاش الاقتصاد الداخلي للمدينة، ومن هنا يتضح للجميع ان اقتصاد مدينة كربلاء لم يعتمد على السياحة فقد اعتمد على الزراعة والصناعة والتجارة.
وقد تطرقت موسوعة كربلاء الحضارية، بالجزء الأول من المحور الاجتماعي الى الزراعة، حيث امتازت المدينة المقدسة منذ عصور بالزراعة واشتهرت بوفرة البساتين بمختلف أنواع الأشجار كالفواكه والحمضيات والتمور بأنواعها والحبوب والخضروات على اختلافها.
وحسب اخر إحصائية سنة 2003م تحتوي محافظة كربلاء بساتيناً مساحتها (73000دونم) مزروعة، وان عدد الأشجار المغروسة ضمن المساحة المذكورة وصل الى (2097000شجرة) موزعة على البساتين، كما تتمتع كربلاء بالبساتين التي تكون محاذية لنهر الحسينية التي تشتهر بأشجار النخيل، اذ بلغت اعدادها المثمرة قرابة (15%) من إجمالي الأشجار في العراق، هذا دليل على ان كربلاء مؤهلة لزراعة النخيل.
والجدير بالذكر ان كربلاء يوجد فيها العديد من أنوع الفاكهة وتشتهر المدينة بصورة خاصة بالبرتقال والرمان، ان البساتين منتشرة حول مركز المدينة وضواحيها، كما يزرع فيها الحنطة والشعير في الشتاء، وعلى الرغم من كل هذه الأراضي الزراعية توجد هنالك أراضيً صحراوية واسعة ومتروكة ضمن الرقعة الجغرافية لمدينة كربلاء والتي بالإمكان استغلالها بسبب صلاحية تربتها وانبساطها وتوافر المياه الجوفية فيها.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص44-48