لعبت الصحافة في كربلاء، دوراً كبيراً في مضمار الحياة الفكرية، وكان لها نصيب وافر ونشاط ملموس في دفع زخم الحركة الثقافية إلى التطور والتقدم والازدهار، فليست الصحافة بحديثة العهد، إذ أن جذورها تمتد إلى عشرات السنين، ولم تكن أقل شأناً من الصحف المحلية التي ساهمت في رفع المستوى الثقافي والفكري في سائر أنحاء المدن العراقية.
وكلنا يعلم أن كربلاء ذات أمجاد ثورية خالدة، لها ماضيها التليد وحاضرها المشرق، فهي بحق معين الثقافة ومنبع الحضارة نظراً لمكانتها العلمية المرموقة ولأنها محط رحال المسلمين منذ أمد طويل، ولابد من أن نستعرض تاريخ صدور هذه الصحف والمجلات وما أدته من خدمة نافعة في تطوير الحياة الادبية والعلمية والسياسية خلال الحقبة التي صدرت فيها تلك الصحف، وأشهرها هي:
جريدة الاتفاق وهي عربية أنشأها في كربلاء الحاج مرزا علي الشيرازي، وبرز عددها الأول في 7 آذار 1916م، اما جريدة الغروب فهي جريدة أسبوعية سياسية جامعة، صاحبها ومدير شؤونها عباس علوان الصالح، ومديرها المسؤول المحامي حسن محمد علي. صدر عددها الأول في 22 ربيع الثاني سنة 1354 هـ / 24 تموز سنة 1935 م، وقد نشرت مختلف البحوث الاجتماعية، وأصدرت عدداً خاصاً بالنهضة العربية، وكانت تطبع في مطبعة الشباب بكربلاء لصاحب الجريدة نفسه، وظلت تصدر في كربلاء حتى عام 1937 م.
استمرت مدينة كربلاء المقدسة في اصدار الصحف والمجلات الادبية والثقافية وفي سنة 1941 م ـ 1360 هـ تأسست في كربلاء جمعية أدبية باسم (ندوة الشباب العربي): أصدرت جريدة يومية أدبية جامعة باسم (الندوة) وكان مديرها المحامي السيد محمد مهدي الوهاب آل طعمة، وساهم في تحريرها نخبة من رجالات كربلاء المثقفين منهم الشيخ محسن أبو الحب والمحامي حمزة بحر وغيرهم. وقد نشرت بعض المقالات السياسية عن حركة رشيد عالي الكيلاني، بعدها بعامين صدرت جريدة الاسبوع أي عام 1943م وهي جريدة أسبوعية أدبية جامعية أصدرها الأستاذ عباس علوان الصالح وكانت تضم بحوثاً أدبية ممتعة وتراثاً علمياً ضخماً ثم انتقلت إلى بغداد، حيث استأنفت صدورها هناك. ونشر صاحبها كتاباً تناول فيه المعاهدة العراقية الإنكليزية فصادرته وزارة الداخلية والغت امتياز جريدته.
المصدر/ تراث كربلاء، سلمان هادي آل طعمة، ص351-355