يُعتبر بناء المساجد في الإسلام من الأعمال الصالحة التي رتّب الله -عزّ وجلّ- عليها الأجر الكبير والفضل العظيم، فقد أثنى الله - سبحانه- على معمّري المساجد بقوله: (إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ)، كما ورد فضل عمارة المساجد ورعايتها في السنة النبوية باعتبار ذلك العمل صدقةً جاريةً، قال النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ) صدق رسول الله (ص).
يقع مسجد الزينبية في محلة المخيم في ساحة أربعة عگود ملاصقاً لمقهى رضا العويد (كور)، اسسه جمع من أهل البر والاحسان في منتصف القرن الثالث عشـر الهجري، لم يتوصل الباحث الى اسم مؤسسه ولا تاريخ التأسيس، أصبح بناؤه متهالكاً في سبعينيات القرن العشرين الميلادي، وعندما اشترى عبد الرضا معلة عام1979م الملك الملاصق له وهدمه لبناء فندق، سقط المسجد اثناء عملية الهدم فشيده من جديد وأثثه عام1982م، وفي عام1991م أصبح المسؤول عليه السيد رؤوف جلوخان لمدة شهرين فقط قبل نقله لمحافظة ديالى من قبل السلطة الحاكمة آنذاك.
ان الوصف الداخلي للمسجد يمكن القول انه صغير، كما انه قديم البناء وله باب من حديد يؤدي إلى مصلى صغير جداً مساحته (5 أمتار مربعة) تقريباً وفيه محراب صغير مغلف بالكاشي الكربلائي، وله باب من خشب ومسقف بجذوع النخيل، ثم استبدل بابه بباب من حديد، وفيه مصلى يتوسطه محراب مبني من الطابوق والجص، يخلو من الكتابات والنقوش، ويذكر المعاصرون ان اصحاب المحلات المجاورة له كانوا يتولون مهمة تنظيف وخدمة الوقف.
أصبح المسجد أثراً بعد حين بسبب التخطيط العمراني الجديد لمدينة كربلاء الخاص بإنشاء صحن العقيلة زينب(ع) عام 2016م، ولم تسجل وثائق له في مديرية الوقف الشيعي، والجدير بالذكر ان المسجد كانت تقام فيه الصلاة فرادى، ومحافل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك.