على أثر توقيع رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد المعاهدة المسيئة مع الحكومة البريطانية لفرض الانتداب على العراق، قامت الجماهير العراقية الغاضبة بمظاهرات صاخبة ضد بنود هذه المعاهدة الجائرة، وبعد مشاورات عديدة بين علماء الدين وزعماء العشائر العراقية تقرر عقد مؤتمر كبير في مدينة كربلاء للتباحث حول كيفية مقاومة هذه المعاهدة المنبوذة، حيث جاءت بعدها دعوات لعقد مؤتمر ثاني في كربلاء المقدسة أطلق عليه "مؤتمر كربلاء الثاني" حيث استجابت لحضوره الشخصيات الوطنية العراقية.
وفي منتصف شعبان سنة 1349 هـ (5 كانون الثاني 1931م) عقد المؤتمر في الحضرة الحسينية فكان المؤتمر عبارة عن مظاهرة شعبية كبيرة ندد فيها بالوزارة والمعاهدة، حضره ممثلون عن العشائر المختلفة ولفيف كبير من الشخصيات ألقيت فيه الخطب الحماسية وأسفر عن توقيع مضبطة تؤيد (مناهضة مشروع المعاهدة الجديدة بكل الوسائل السياسية لأنه مشروع جائر وصك ممقوت) و(السعي لأسقاط الوزارة السعيدية وحل المجلس النيابي لعدم مشروعيته) وتم تنظيم المضابط لرفعها للملك فيصل والحكومة للتعبير عن رفض المعاهدة.
وعلى أثر ذلك قامت السلطة بتعقب عدد من المتظاهرين في المناطق التي شهدت المظاهرات بعد المؤتمر، ففي كربلاء تم القبض على عبد القادر إسماعيل والشاعر محمود الحبوبي والسيد مصطفى الكليدار وعدد أخر غيرهم وايداعهم في السجون دون محاكمة
انتهى المؤتمر الكبير الذي كان مباركاً ومؤيداً من قبل جماهير غفيرة من ابناء العراق الذين توافدوا على كربلاء المقدسة، حيث اكتظت المدينة بعشرات الآلاف من ابناء المدن العراقية المختلفة وفي مقدمتها مدينة بغداد حيث حضر وفود عدة للمشاركة في هذا المؤتمر الذي حقق نجاحاً واسعاً.
المصادر