في عام 1283هـ قدم موفد الى مدينة كربلاء المقدسة برئاسة الشيخ عبد الحسين الطهراني الملقب بشيخ العراقين، وسكن فيما بعد مدينة كربلاء سنة 1280هـ، فوض الملك ناصر الدين شاه القاجاري إليه عمارة المشاهد في كربلاء والكاظمية وسامراء وأقام على تذهيب القبة في سامراء وبناء الصحن وزخرفته وتوسعه الحرم الحائري.
ابتاع على حساب الشاه حوالي ثمانين داراً الحقها جميعها بالصحن الحسيني المقدس من الجهة الغربية والجنوبية، لم يكتفِ بأعمال توسعة ضريح الامام الحسين (ع) بل تبعها توسعة الجهتين الغربية والشمالية من صحن أبي الفضل العباس (ع) إضافة الى ذلك قام بفرشهما بالرخام اليزدي الأبيض الذي جُلب خصيصاً من إيران لهذه الغاية، وبذلك تم توسيع ستة أمتار من الصحنين عرضاً.
توفي الشيخ عبد الحسين الطهراني في الكاظمية عام 1285هـ قبل ان يتم ما أوكل اليه بتعمير الروضة الكاظمية، نقل رفاته الى كربلاء ودفن في المقبرة التي خصصت له عند الباب المسماة بباب السلطاني
والجدير بالذكر ان الشيخ الطهراني كان عالماً فقيهاً أصولياً رجالياً أديباً حافظاً للشعر العربي حاويا لجملة من الفنون، هاجر أبان الطلب من طهران إلى النجف الأشرف واخذ عن الشيخ مشكور الحولاوي والشيخ عيسى زاهد صاحب الجواهر ورجع بعد اجازته إلى طهران فرأس وتصدر فيها وتقدم عند الشاه ووزرائه وحصل له القبول عند الخاصة والعامة.
المصدر/ مدينة الحسين (ع)، محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، ج1، ص61