كونت سلطة الاحتلال البريطاني مؤسسة صغيرة أصبحت نواة المؤسسة الصحية في الدولة العراقية الوليدة عام 1921م، وقد صدر اول إحصاء لعدد الأطباء في المؤسسة الصحية كان عام 1922م، حيث بلغ عددهم (186) طبيباً ولم تحظ مدينة كربلاء المقدسة سوى بطبيب واحد واستحال عليه علاج الحالات المرضية الكثيرة فاختصرت مراجعته على الاسر الثرية.
اشتكى نواب لواء كربلاء من تردي الأوضاع الصحية في لوائهم داخل وخارج المجلس النيابي، وطالما سوفت الحكومات المتوالية بوعودها حتى مُّجت إجاباتها التي لا تتعدى عبارة (الحكومة مهتمة) او (الحكومة تعتني بالموضوع) او (الحكومة تفكر) وأصبحت هذه الإجابات مدعاة للسخرية لدى الرأي العام، حتى شك البعض ان الفئة الحاكمة متعمدة في ترك هذه المنطقة فريسة للأمراض والأوبئة مثل الملاريا والسل والبلهارزيا والتيفوئيد والكوليرا وغيرها.
وفي هذا السياق ترجى النائب صالح بحر العلوم الحكومة ان تعتني بمستشفى الفرات الأوسط ومستشفى الحسين في كربلاء وتجهيزهما بالأدوية والأدوات الطبية اللازمة لتقوم بواجباتها في علاج المرضى الراقدين فيها كما ذكر النائب محمد جواد الخطيب وزير الصحة –محمد حسن سلمان – بالوعود قائلاً "في كربلاء مستشفى فيه الكثير من النواقص وقد وعدني الوزير حوله اخيراً فأرجو منه ان يحقق ما وعدني وقد كنت أمل ان يتلافى هذه النواقض.
وكحل بديل لسد نقص الأطباء في الالوية والاقضية الإدارية وبالذات لواء كربلاء أيد النائب حسين النقيب مقترح النائب حسن السهيلي باتباع سياسة "الباب المفتوح" بوجه الأطباء الاخصائيين والأجانب وتسهيل إجراءات دخولهم واقامتهم لأن البلاد تعاني من نقص كبير في عدد الأطباء وإن الشعب العراقي معاناته خطيرة من الامراض والاوبئة.
وأضاف النقيب "لقد ثبت لدينا ان الألوية الجنوبية مصابة بمرض الملاريا واخذت تفتك بها فتكاً ذريعاً في كل سنة وبالدرجة الأولى لواء كربلاء، وفي السنة الماضية (1935م) كان في الكوفة خمسة آلاف مريض مصاباً بالملاريا وكان فيها طبيب واحد وكانت المراجعات كثيرة ولكن مع الأسف كان شأنهم الإهمال فلا اسعاف ولا مداواة ويمكنن القول ان الأطفال مات منهم أكثر من 75%".
المصدر/ موقف نواب لواء كربلاء في المجاس النيابي العراقي في العهد الملكي، محمد راضي آل كعيد الشمري، سلسلة إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص229-250