انه الرحالة تنكو مارتينوس ليكلاما آينهولت ولد في مدينة بيسترواغ الهولندية في 9 تموز 1837م/ 1253هـ درس في سويسرا وهولندا، ارتحل الى المانيا وإيطاليا وشمال افريقيا ومالطة، درس اللغة العربية في باريس، ثم قام برحلة الى الشرق عن طريق برلين وبطرسبورغ.
وصل الرحالة الى العراق عن طريق البصرة مساء يوم الأربعاء، 28 تشرين الثاني سنة 1866، أمضى أكثر مدة بقائه في العراق بزيارة بغداد التي وصلها بباخرة نهرية في 4 كانون الأول، كما انه زار مدناً عديدة من العراق منها الحلة والكوفة والنجف وكربلاء وسلمان باك وبعقوبة.
قابل الرحالة الهولندي الوالي نامق باشا إذ كانت المقابلة في نهاية شهر شباط وكان الهدف منها زيارة سامراء عاصمة الخلفاء القديمة على شواطئ دجلة وبعد مقابلة الوالي قال الرحالة "انني سأكون آمناً في جولتي بين العشائر العربية في الولاية".
وعند وصول الهولندي الى كربلاء وكانت في رحلته معلومات غاية في الأهمية الا انه لم يتم ذكرها من قبل الرحالة الذين زاروا كربلاء قبله وبعده، وقد تكون غريبة على الكثير ممن يهتم بمدينة كربلاء، كما انه لم يذكر شيئاً أبداً عن الاضرحة المقدسة ولا عن التخطيط الحضري للمدينة ولا عن الحياة العامة لناس ولا عن الجانب الاقتصادي والتجاري ولا عن كثافة الزوار القاصدين كربلاء وجنسياتهم مع مكوثه عدة أيام في المدينة المقدسة.
والجدير بالذكر انه أشار في مقارنة بين النجف وكربلاء بقوله " اجتذب ضريح الامام علي (عليه السلام) منذ عهد سحيق، حشود الزوار ولا تزال الزيارة حتى اليوم موصولة الوفود، ولو انها لا تضاهي ما هو مشهود في مرقد الامام الحسين (عليه السلام) ثاني أبناء الامام علي (عليه السلام) في كربلاء".
المصدر موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي – قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج1، ص185-199