بناء المساجد والقباب والأضرحة حول قبور المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام والصحابة المؤمنين والشخصيات الإسلامية، من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، وقال تعالى: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَ عَلَيْهِم مَّسْجِداً).
وعلى ذلك جرت سيرة المسلمين خلفاً عن سلف بالبناء والإشادة عليها منذ أول الإسلام، وقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة وقبور الأئمة عليهم السلام والعلماء الصالحين في مختلف البلاد الإسلامية، ومن أصدق الشواهد على ذلك، ومن تلك القبور قبر الحسين عليه السلام.
شيد حرم الحسين عليه السلام فناخسرو الملقب بعضد الدولة بن أبي الحسن علي بن أبي شجاع البويهي الديلمي، الذي يتصل نسبه لملوك الفرس حتى يصل الى بيهوذا بن يعقوب بن الخليل إبراهيم عليه السلام.
بنى حول القبر الشريف أروقه متناسقة، وشيد عليه قبة على شكل دائري، واتخذ حوله مسجداً وبنى بجانبه دوراً للسكنى، اضافة الى ذلك قام بتوسيع الحائر حتى جعل مساحته المحيطية (2400) قدم تقريباً.
وتابع عمله بإكساء الصندوق الموجود على القبر بالخشب الساج، ووضع عليه الديباج والطنافس الحريرية، وأنار القبر بالقناديل المذهبة، أوقف له موقوفات كثيرة، كما شق قناة للماء لإرواء مدينة كربلاء المقدسة.
استغرقت مدة تشييد حرم الامام الحسين عليه السلام ثلاث سنوات منذ عام (369هـ/ 979م) الى (جمادى الاولى عام 371هـ / تشرين الثاني 981 م).
وقد ذكر الخواجة حميد الدين ميرا خواند في تاريخه " ان عضد الدولة عثر على كنوز مملوءة بالذهب والفضة صرفها على تعمير المشهدين ومشهد الغري في النجف والحائري في كربلاء المقدسة.
المصادر