ذكر المؤرّخ والأديب والمؤلف الفارسي الشهير "محمد مير خواند شاه " (837 -903 هـ) أن الأمير الأوزبكي الأصل "تيمور كوركان" والملقب بـ "تيمورلنك" كان عازماً بعد فتحه لإيران على مناجزة سلطان بغداد "أحمد بن أويس الجلائري " رغم كل محاولات الأخير لإستمالته.
وبعد رفضه لهدايا "الجلائري"، سار "تيمورلنك" بجيشه نحو بغداد، مما دفع بالسلطان الى عبور دجلة إلى الجانب الغربي، محملاً بجميع كنوزه وخيله وجنده وحرمه، قبل أن يأمر برفع الجسر الرابط بين ضفتيّه لإعاقة القوات المتقدمة، فلما حلت صبيحة يوم الثلاثاء العاشر من شوال سنة 795 هـ الموافق لـ 26 آب من عام 1393م، دخلت طلائع جيش "تيمورلنك" بقيادة الأمير "عثمان بهادر" مدينة بغداد من جانبها الشرقي.
وفيما يخص "ابن اويس"، فقد هرب الى مدينة الحلة التي ترك فيها معظم نفائسه قبل أن يتوجه منها إلى النجف ومن ثم إلى كربلاء، فلاحقه الأمير "عثمان بهادر" مع خمس وأربعين رجلاً من قادة جيشه حتى ظفر بالسلطان "أحمد" في كربلاء التي إختبأ بها بمعية مائتي فارس فإحتدم القتال بين الفريقين حينها، وليستغل "أحمد" بعدها هيجان القتال من أجل الهرب إلى مصر هذه المرة طلباً للإحتماء بسلطانها "سيف الدين برقوق" بعد أن ما تبّقى من ذخائره ونفائسه وأمواله ورجاله في سهل كربلاء.
المصدر
تراث كربلاء، سلمان هادي ال طعمة، ص363.