في 11 آذار سنة 1922م، أي بعد حوالي 7 أشهر من تتويج فيصل الأول ملكاً على العراق، أغارت قوة كبيرة من المتطرفين الوهابيين على بعض المناطق السكنية في مدينة الناصرية جنوبي العراق فقتلت حوالي سبعمائة شخص ودمرت الكثير من البيوت بعد نهب محتوياتها.
وعلى أثر هذه الحادثة الشنعاء، فقد دعا علماء الدين الأفاضل ومن بينهم العلّامة الشيخ "مهدي الخالصي"، إلى عقد مؤتمر موّسع في مدينة كربلاء المقدسة أوائل شهر نيسان 1922م والموافق حينها لحلول ذكرى زيارة النصف من شعبان، من أجل الاحتجاج على غارات الوهابيين الحاقدين، وهو ما كان فعلاً بتاريخ الخامس عشر من شعبان سنة 1340 هـ (12 نيسان 1922م)، حيث عقد المؤتمرون مؤتمرهم هذا في الصحن الحسيني الشريف.
وكان من مقررات المؤتمر الذي حضره جمع من كبار العلماء والشيوخ والزعماء والأدباء وأهل الرأي، فضلاً عن مندوب الحكومة، وزير الداخلية حينها "توفيق الخالدي"، هو التوقيع على وثيقة خاصة بالنظر بما اوقعه الوهابيين الخوارج من أعمال وحشية بالمسلمين العزّل، والمطالبة بجلاء بريطانيا عن أرض العراق وإلغاء الانتداب، حيث تم رفع هذه الوثيقة الى جلالة ملك البلاد.
المصدر
مجلة العقيدة، العدد السادس، السنة الثانية، موقف الحوزة الدينية من الغزوات الوهابية، عبدالعال وحيد العيساوي، ص (425 – 432).