كثرت وتنوعت التعريفات الخاصة بالأمثال والحكم والمتداولة بين المجتمعات ذات التراث التاريخي والحضاري، إلا أنها تصبّ بالمجمل في إطار واحد، وهو استنباط العِبَر الكبيرة والمؤثرة من عبارات قصيرة وجُمل مقتضبة وموزونة في أغلب الأحيان.
ومن بين الأمثلة القديمة لدى المجتمع الكربلائي المعروف بأصالته وقيّمه الأخلاقية والدينية العريقة، هو المثل القائل "بين الأحباب تَسْقُط الآداب"، والذي يعكس العديد من الوصايا الإسلامية التي تحثّ الفرد على حُسن الخلق والآداب العامة، مع الدعوة الى عدم اللجوء للتقيّد المطلق بين الأحبة والأصدقاء، والابتعاد عن التكلّف الزائد والمحافظة على السجية والبساطة عند ارتياد الجلسات الخاصة واللقاءات العائلية.
ومما يعطي الأمثال القديمة قيمتها الخالدة لدى شرائح المجتمع على اختلاف ثقافاتها، هي صدورها عن شخوص ليسوا بالعلماء، أو المفكرين، أو من ذوي الذكاء الخارق، وإنما كنتاج لخبرات أفراد عاشوا تجارب الحياة المختلفة، وخالطوا أصنافاً متعددة من البشر، فسجلوا استنتاجاتهم في كلام دقيق وموجز، إما شعراً، أو نثراً، أو عبارات قصيرة جسّدت خبرتهم العملية المتراكمة.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج2، ص212