ماليبارد هو أديب، وكاتب صحفي غربي مشهور، وكان عضواً في البعثة التي جاءت الى العراق لدراسة احواله الاقتصادية والاجتماعية في زيارة استغرقت خمس أشهر، استطاع ان يستغل كل لحظة من لحظاتها في التجوال بين ربوع هذا البلد وتدوين مشاهداته عنه
وصل "ماليبارد" الى جميع مدن العراق تقريباً ودخل الى قراها وأريافها، كما انه تغلغل بين عشائر العرب والكرد فتعرّف على شخصيات كثيرة من زعمائهم ورؤساء عشائرهم وسراكيلهم، وجلس مع فلاحيهم، وقضى معهم امسيات عديدة.
ولدى وصول هذا الرحالة الشهير الى كربلاء عن طريق الحلة، وصف الطريق بينهما بـ "الرملي الذي يبدأ ببساتين النخيل فيخترقها حتى يصل مدينة كربلاء القديمة، وهي الأرض المقدسة التي ينظر اليها قسم كبير من المسلمين نظرة تقديس واحترام، وخاصةً ممن يعتنق المذهب الشيعي"، مضيفاً في سياق مشاهداته لهذه المدينة "الحق أنها قيّمة، وتستحق الاتعاب؟؟، وكان أبرز ما فيها الجامعان المقدسان العظيمان، فقد تحكّما في تصوير منظرها".
وتناول ماليبارد ضمن تدويناته أيضاً، الحالة السياسية بعد حياة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وما آل اليه أمر المسلمين، إنتهاءاً بواقعة الطف الأليمة واستشهاد الحسين "عليه السلام" على أرض كربلاء الطاهرة، فيما تخللت كلامه أوهام واغلاط، حيث اعتمد على مصادر أحادية الجانب كان لها الأثر في تجسيده لصورة مشوهة لما أشار اليه.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحدي والمعاصر، ج1، ص251-257