03:43 AM | 2020-02-08
1384
كانت في مدن العتبات المقدسة طائفة خاصة من الناس وظيفتها العناية وتقديم الخدمات للزائرين وهم يحصلون لقاء ذلك على شيء من الأجور والعطايا على شكل هدايا وإكراميات أو هو نوع من البر والإحسان وما الى ذلك، وكربلاء واحدة من أشهر تلك المدن منذ القدم وحتى سقوط النظام البعثي في العراق سنة 2003م.
من جهة أخرى كان السدن يسترزقون من واردات الضريح أيضاً، ومن أجور تكاليف الدفن في رواق الصحن او العتبة المقدسة، وهذه الاعمال المهنية لهذه الطائفة الخاصة وصفها الرحالة الهندي السيد محمد هارون الحسيني الهندي في كتابه الرحلة العراقية وصفاً أدبياً وتاريخاً لمدينة كربلاء اذ كتب قائلاً:
- "الكليدار كلمة فارسية بمعنى مالك المفتاح أي (صاحب المفاتيح) كما أن فيه (ويقصد الحرم الحسيني) طائفة من الناس تعيش على نفحاته، وفي مقدمة ما يلتزم الزائر به الطواف حول المرقد، وكان مرقد الحسين عليه السلام على شيء كبير من النفاسة والجمال".
- الخازن: قال الرحالة محمد هارون "وأما محافظة الخزينة والديوان واتباعها فعملهم حفظ أعين الرصاد، وكلاءته من لص أو سارق من السراق، وخزينة الامام الحسين عليه السلام تحتوي على أغلى الجواهر والإعلاق، ويشتمل على التيجان الملكية بيواقيت وزبرجد وغيرها ذوات لمعان وائتلاق".
- البواب: ذكر الرحالة ايضاً "البوابون حضور على كل باب، قائمون بتمام الآداب، يشيرون على الوافدين بطلب الإذن في الحضور وقراءته الزيارة بالطريقة المأثورة، ومن لا يعرف القراءة يقرؤون له كلمات الإذن والسلام".
- الموقدون (المسرجون) أما إنارة المرقد الطاهر فيقول " في كل ليلة توقد الشموع والزجاجات والمصابيح وسط الحرم وحوله ما ينيف على خمسمائة وفيها الفتائل الطويلة في طول ذراعين أو أزيد على مشامع كبيرة".
- وذكر الرحالة فصلاً في الكيشوانية قائلاً "وعلى كل باب من أبواب الرواق يتعاهد نعال الوفود، من الصدور الى الورود، وهو بمنزلة الحاجب على أبواب الملوك، يراعى نعال كل غني أو مفلوك".
كما يذكر عبد العلي خان (أديب الملك) في رحلته لكربلاء سنة 1856م "في هذا المكان (يقصد ضريح سيد الشهداء) توجد ثلاثة محال مخصصة لخلع الأحذية، في جهة باب القبلة يوجد مكانان لذلك، وفي باب الزينبية عندما تدخل يوجد مكانان ايضاً".
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص231-233