8:10:45
كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء توجّه كتاب إمتنان لمدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلاغة الدم والنور... ملاحم شعرية في مدح ورثاء آل محمد بالفيديو | الوفد الاوربي الاثري يزور معالم كربلاء التاريخية برفقة خبراء مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء: الأرض التي سكنت قلوب الأنبياء قبل أن تسكنها نسائم الشهادة مركز كربلاء يحتفي بعودة مديره... القريشي يستأنف عمله وسط ترحيب حار موسوعة كربلاء تُعيد قراءة التاريخ... مدينة سيد الشهداء بين قداسة المكان ودقة الرواية أنهار الحياة في كربلاء... رحلة الماء بين الحسينية وبني حسن الحسين بقلم مستشرق بريطاني: هو ثائرٌ لم يطلب ملكاً بل عدلاً الاعتبار و الاتعاظ بالقرون الماضية و الأمم السابقة ... محمد جواد الدمستاني من بيت الحكمة إلى مكتبة مركز كربلاء... قاموس يُترجم لغة الآثار بين النص والميدان... كيف أعاد "البالغون الفتح" رسم خريطة شهداء الطف؟ بعيون كربلائية - شارع ابن الحمزة في كربلاء المقدسة "مسند أبان بن تغلب الكوفي"... موسوعة حديثية فريدة يصدرها مركز كربلاء للدراسات والبحوث المرقدان الشريفان... محركا الاقتصاد الكربلائي عبر العصور كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
01:24 PM | 2025-05-08 259
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق

 كربلاء، المدينة التي تفيض علماً كما فاضت دماً، لم تكن يوماً أرض فاجعة أليمة فقط، بل كانت وستبقى مهداً للمدارس الفكرية وشعلةً للنهضة الإسلامية، التي برز من بين رموزها الخالدة، العالم الفقيه الأديب الشيخ زين الدين علي بن حسن بن محمد الحسيني الحائري (ت 793هـ).

 ففي أزقة كربلاء القديمة، وتحت قباب الحضرة الحسينية الشريفة، وُلد عالمٌ نبيلٌ ومحققٌ فاضلٌ، عُرف بين العامة والخاصة، بعلمه الجمّ، وفصاحته البالغة، وأدبه الرفيع.

 كان يحمل لقب "الخازن بالحضرة الحسينية"، لا لكونه أميناً على مفاتيحها المادية فحسب، بل لأنه كان مؤتمناً على مفاتيح العلم والمعرفة التي ازدهرت في أروقتها.

 تتلمذ الشيخ المكنّى بـ "أبي الحسن"، على يد الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي، أحد أعظم فقهاء الشيعة في القرن الثامن الهجري، حيث لم يكن مجرد تلميذٍ بارٍّ فحسب، بل أصبح واحداً من أبرز حَمَلة علمه، إذ يروي بالإجازة عن أستاذه مباشرة، مما يُظهر الثقة العلمية الكبيرة التي نالها.

 ومن دلائل علو كعبه العلمي، أن ممن تتلمذوا على يديه، هو الفقيه الشهير، الشيخ أحمد بن فهد الحلي، الذي أصبح لاحقاً من أعلام المدرسة الحلية، واضعاً الخازن في سلسلة ذهبية من العلماء الذين نقلوا تراث آل البيت "عليهم السلام" عبر القرون.

 هذا ولم تغب سيرة الشيخ الحائري عن مؤرخي العلم ورجال التراجم؛ فقد ورد ذكره في العديد من المصادر المعتبرة مثل "الكنى والألقاب" للشيخ عباس القمي، و"أمل الآمل"، و"روضات الجنات"، و"تراث كربلاء"، و"معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء"، وغيرها من المصادر التي حرصت على توثيق اسمه ومكانته العلمية الفريدة.

 وعلى الرغم من مرور قرون على وفاته، إلا أن كربلاء لاتزال تفتخر بهذا الاسم الذي كان منارة فكرٍ، وركناً من أركان العلم في الحضرة المقدسة، فالخازن لم يكن مجرد عالم متفقّه، بل كان تجسيداً حياً لعراقة المدرسة الحائرية، وصوتاً من أصوات العقل والأدب في المدينة التي كان ولا يزال العلم فيها يُستسقى من تضحيات الإمام الحسين "عليه السلام".

 

المصدر: د. كامل سلمان الجبوري، وثائق الحوزة العلمية في كربلاء منذ نشوئها حتى عام 1444هـ / 2023م، ، ج1، ص13.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp