هو رحالة روماني يهودي، جاب في رحلته أماكن عديدة من الشرق، وكتب كل ما شاهده ورآه وسمعه، خاصة كل ما يتعلق بجماعة اليهود المشرقيين، ولم يترك شاردة أو واردة تخصهم، الا وتحدث عنها بالتفصيل.
ذُكرَ ان الرحالة زار مشهد الامام علي عليه السلام قادماً اليه من الكفل ثم عرج على كربلاء لكنه ذكر اخباراً غير دقيقة واوهاماً في أسماء الاعلام واحداثاً غريبة، وكانت وفاته سنة 1281هـ/1864م.
ومن الجدير بالذكر ان الرحالة اليهودي (بنيامين التطلي) زار في رحلته بلدة الكفل (مرقد حزقيال)، وبابل والحلة وبرس نمرود ونفاحه والقوسنات وشفاثة والكوفة ومواضع أخرى مجاورة، ولم يفكر في زيارة النجف وكربلاء، ولعله بسبب انشغاله بحمى تفقد أحوال اليهود واعدادهم في هذه المواقع وغيرها.
ويقول بنيامين الثاني عن كربلاء "بالقرب من (مشهد علي) توجد مدينة كربلاء التي جميع سكانها من الفرس، الذين لا يدفعون الضرائب الى الحكومة، ولا يجوز لليهودي او المسيحي ان يطأ هذه الأرض باعتبارها ارضاً مقدسة".
وقال ايضاً " قبل تسع سنوات امر باشا بغداد (ناسي) اليهودي بجمع الضرائب من أهالي كربلاء، فرفضوا، وقاوموا الجيش ثم اندحروا ودخلوا جامع الحسين باعتباره ملاذاً لهم، ولكن الباشا امر بإطلاق النار عليهم فأعلنوا استسلامهم، وكان نتيجة هذا القصف هدم جزء من الجامع، رمم فيما بعد".
غلبت على بنيامين الثاني حمى تفقد اعداد اليهود واحوالهم كصاحبه (بنيامين التطلي) الأول، فكثرت أخطاؤه وأوهامه، ولعل أبرزها انه يقول ان جميع سكان كربلاء من الفرس.
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج1، ص267-269