اشتهرت مدينة كربلاء المقدسة طوال فترة تاريخها المبارك بظهور العديد من المهن والحرف غير التقليدية التي أضفت طابعاً مميزاً على هذه المدينة وسكانها حتى وقتنا الحالي.
ومن بين هذه المهن العريقة هي مهنة "الحدقجي" مشتقة من كلمة "حديقة" والتي تخص الشخص العامل في مجال إدامة مزروعات الحدائق العامة والخاصة، حيث شاع بين مواطني كربلاء منذ أربعينيات القرن العشرين، الولع بإقامة الحدائق المنزلية في دورهم السكنية على اختلاف أحجامها ومواقعها، فيما تنوع محترفو مهنة "الحدقجي" بين عدة فئات أهمها:
"الحدقجي الماهر" الذي يتميز بمهارة وخبرة خاصة في غرس الزهور الدائمية والموسمية، وكانت عدتهم (المسحاة والمقص والخرماشة والشفرة وماكنة قص الثيل) والتي كان يقوم بحملها على دراجة هوائية أو نارية، فيما يلتزم صاحب هذه الفئة عادةً بالعمل في عدة حدائق يتجول فيما بينها.
أما الفئة الثانية: وهي "الحدقجي غير الماهر" والتي يكون ممارسيها يتصفون بالمهارة والخبرة، بل بكونهم طارئين على الحرفة بسبب أصولهم الفلاحية، فلا يمتلكون الخبرة والمهارة الكافية لغرس الزهور أو رعاية الأشجار او التسميد، وكثير منهم قد يسيئون الى مزروعات الحديقة عبر قطعها جهلاً أو عن طريق الخطأ مما اضطر العديد من أصحاب الحدائق الى العمل بأنفسهم والاستغناء عن خدمات أرباب هذه الفئة أو الاكتفاء ببعضهم في خدمات التنظيف فقط.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص135