شهدت كربلاء المقدسة وبتأثير مدينة النجف الاشرف ومساعدة رجالاتها، بعد انتصار القوات البريطانية على العثمانيين في الشعيبة في نيسان1915م تحركاً من قبل اهاليها للتخلص من القبضة العثمانية التي فرضت سيطرتها على المدينة واطرافها قرابة الأربعة قرون.
انسحبت معظم القوات العثمانية بأوامر من مسؤوليهم لتعزيز قدراتهم القتالية في المدن العراقية التي تعرضت الى اجتياح بريطاني، والإبقاء على قوة رمزية لقناعتهم بأن الأخيرة لا تواجه أي مشاكل مع الكربلائيين بل سيقفون الى جانبها عنده الضرورة بحكم الروابط الدينية المشتركة بين الجانبين.
ذهبت الأماني العثمانية ادراج الرياح حيث استغل الأهالي الفرصة لتحرير مدينتهم من السيطرة العثمانية وقدومهم الى كربلاء حفاظاً على أرواحهم من العقوبة إذا ألقت مفارز التفتيش العثماني القبض عليهم.
لتنفيذ مخطط التحرر انتهزت الشخصيات الوطنية في كربلاء، الزيارة الشعبانية في 27حزيران 1915م المخصصة للأمام الحسين (عليه السلام) بمناسبة ميلاد الامام المهدي (عجل الله فرجهم) استقبال المدينة للزائرين من العراقيين بدعوتهم رفض الوجود العثماني في المدن المقدسة ومنح اهاليها حرية ادارتها.
هاجم المنتفضون مقر البلدية ودائرة البريد والبرق والمدارس الرسمية وباقي المراكز الحكومية بعدها فتحا أبواب السجون وإخراج من فيها وطرد الموظفين العثمانيين وبهذا استطاع أهالي كربلاء ومن انضم إليهم من الوافدين، تحرير مدينتهم من العثمانيين لتبدأ صفحة جديدة، وأصبحت إدارة كربلاء ولمدة من الزمن بأيدي قادة الانتفاضة.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص350-355