سجلت موسوعة كربلاء الحضارية زيارة الرحالة البريطانية الليدي درور مؤلفة كتاب (المندائيون في العراق) وكتاب (على ضفاف دجلة والفرات) الحائزة على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة أكسفورد، لمدينة كربلاء المقدسة، ووصلت للعراق في مطلع تشكيل الحكومة العراقية في العهد الملكي وقامت بنشر رحلتها في كتاب نشر عام 1923 وقد خصصت الكاتبة فصلاً كاملاً، وأبرز ما جاء في الكتاب عن المدينة:
وبين النجف وكربلاء قاع صفصف رملي وآثار الطريق المتيهة التي تربط المدينتين سريعة المحو، ولا سيما عند هبوب العجاج لذلك، كثيراً ما يضل السالكون الطريق. إن طولها 40 ميلاً، وليس فيها من المعالم شيء، وقد تغور عجلات السيارة في كثيب.
وكربلاء غنية بالأركان الملونة الجميلة، وجمالها ليس كجمال النجف، لكن الشارع العظيم المستقيم المؤدي الى المسجد الكبير له حظ من الخلابة أو الجدة. وتنتهي أسواقها المتعرجة دوماً بأبواب تعلوها طوق مغشاة بالقاشاني. ومن هذه الأبواب يصار الى مرقد الحسين البهيج ...
وتختص كربلاء بنوعين من الحرف: إعداد الأكفان للموتى، وإنك لتجد على هذه الأكفان سوراً من القرآن، وصنع (الترب) من طين المدينة وتزيينها بالزخرف. وفي مقدور الزائر، لذلك، أن يرجع الى بلده، ومعه الكفن الذي يذخره ليوم موته، وتربة يسجد عليها كل يوم عند صلاته.
وتعنى بزوار كربلاء، شأن باقي زوار العتبات المقدسة، طائفة محترفة خاصة من الناس. ولدى كل فرد منها منهج مرسوم لزيارة المساجد، وإقامة الصلاة، وإرسال الدعاء، وهم يحصلون لقاء ذلك على شيء من الأجور والعطايا. وفي داخل المسجد لوحات دونت عليها أدعية خاصة يرددها الزائر التقي، كما أن فيه طائفة من الناس تعيش على نفحاته. وفي مقدمة ما يلتزم الزائر به الطواف حول المرقد.
المصدر موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج1، ص226-236