كان استيلاء العثمانيين على بغداد بقيادة سليمان القانوني (927-974هـ/ 1520-1566م) بن سليم الأول في 24جمادي الأول سنة 941هـ /1534م، وقد تجول السلطان في انحاء عديدة من العراق قضاها في زيارة المراقد المباركة في الكاظمية وكربلاء والنجف الاشرف.
ويعد شق نهر الحسينية من أعظم الاعمال المنسوبة للسلطان سليم القانوني، وقد سمي باسمه (النهر السليماني) وكان قد استعان بخبرة أمهر المهندسين الذين رافقوه، ذلك ان مستوى الأرض في كربلاء اعلى من نهر الفرات، وهو منخفض عنها، ومن الصعوبة ان يصل الماء اليها الا بالجهد الهندسي الذي سخره هذا السلطان لإنجاز العمل في هذا المشروع سنة 942هـ/ 1535م.
نسبت دائرة المعارف الإسلامية شق نهر الحسينية الى السلطانين المغوليين ارغون (683-694هـ/ 1284-1295م) أو ابنه غازان (694-703هـ/ 1295ـ1303م) على رأي نولدكه بكتابه (كربلاء ومشهد الحسين) (عليه السلام)، رجح المستشرق الألماني شق النهر من قبل غازران حينما زار كربلاء سنة (703هـ/1303م).
تعرض نهر الحسينية الى تغيير وتبديل، ففي الاحتلال الصفوي (1033-1043هـ/ 1623 -1632م) جدد صدر النهر، وفي حكم المماليك في عهد حسن باشا (1100-1104هـ / 1688-1690م) حفر له صدر آخر.
بسبب هذه المتغيرات من الصعب ان نهتدي الى الفوهة الاصلية لنهر الحسينية وكذلك موقعه الذي اختير له من الفرات عندما امر بكريه السلطان سليمان القانوني سنة (941هـ / 1534م)
المصدر موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي-قسم التاريخ الإسلامي، ج3، ص75-77.