ركز الحاكم السياسي البريطاني منذ البداية على بناء علاقات متينة مع شيوخ العشائر لأسباب عديدة منها تثبيت الامن والحصول على الواردات والضرائب لهذا لم يتمض الا وقت قصير حتى بسط البريطانيون سيطرتهم المباشرة على المدينة باعتبارها من المناطق الغنية بإنتاج المواد الغذائية.
لم يمض وقت طويل الا وربطت إدارة الاحتلال الرحالية وشثاثة الى مقاطعة كربلاء بعد ان كان ارتباطهما بحكم منطقة الصحراء الغربية والهدف من ذلك اقتصادي وعسكري اذ استطاعوا تجنيد أكبر عدد ممكن من الشبانة والخيالة لمراقبة الطرق الصحراوية ومنع المساعدات التي كانت تصل الى القوات العثمانية.
أوضح السير هنري في التقرير السري لدائرة الاستخبارات البريطانية عن العشائر والسياسة نظام إدارة المناطق العشائرية لتعزيز دور المشيخة وبالتالي اشراك شيوخ العشائر في الحكم ووضع نظام خاص لحسم المنازعات المدنية والجزائية بين افراد العشائر وفق العادات والتقاليد العشائرية، جاء ذلك لتعزيز مكانتهم بكل الوسائل الممكنة للمحافظة على الامن وجمع الضرائب.
عملت على خلق فجوة عميقة بين زعماء العشائر وأبناء العشيرة لصالح تقريب أولئك الزعماء الى جانب البريطانيين وذهبت الإدارة البريطانية الى ابعد من ذلك اذ خولتهم بجمع الضرائب لمنفعة بعض شيوخ العشائر والرؤساء في منطقة الفرات مقابل الحصول على تعاونهم مع الإدارة المحتلة.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي – قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص503-505