ولم يقتصر هذا النزاع على أصول الفقه والأحكام، وإنما تسرّب الى المعتقدات أيضاً، فكانت هناك آراء جديدة حول ماهية المقلد والمجتهد، مما دفع حينها بمجموعة من العلماء الأفاضل الذين كان من أبرزهم السيد "كاظم الرشتي" الى السعي لإطفاء الفتنة رغم تعرّضه الى موجة من الإستهزاء تارةً والتهديد بالتوقف عن سعيه هذا، تارةً أخرى (1) .
وكان الرشتي - شأنه شأن جميع رجال الدين الفضلاء- يقابل إهانات مناوئيه بسكون وهدوء، ولم يرتفع له صوت حتى بعد تصاعد دعواتهم الى مستوى الإحتجاجات الفوضوية، إلا أنه عاش ليرى كيف أن يد الغيب قد أهلكت جميع دعاة الفتنة قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى في 9 ذي الحجة عام 1259هـ .
المصدر
(1) تسخير كربلاء: لمؤلفه السيد عبد الرزاق الحسني، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص30.