الشيخ حسين الفتوني .. بوصلة العلم والأدب
زخر تاريخ كربلاء العلمي والأدبي بأسماء مهمة كان لها أثراً بارزاً على المحيط الإسلامي ، ومن هذه الأسماء الشيخ حسين بن علي بن محمد بن علي بن محمد التقي بن بهاء الدين العاملي الفتوني الحائري المعروف بـ ( الشيخ حسين الفتوني) ، وهو عالم وأديب وشاعرمن أسرة علمية برز منها أعلام الفقه والأدب ، وتنسب هذه الأسرة إلى (فتّون) وهي قرية من قرى جبل عامل في لبنان.
ولادته ووفاته:
لم تحدد المصادر التي ترجمت للشاعر حسين الفتوني تاريخ ولادته كما اختلفت في سنة وفاته، وقد اعتمدنا على ما أثبته السيد جواد شبر في ذلك، فقد حددها في أدب الطف بسنة (1278 هـ / 1861 م) فيما قال في ترجمته: إنه فرغ من أرجوزته يوم الجمعة في الثاني والعشرين من المحرم سنة (١٢٧٩ هـ / 1862 م) اعتماداً على قول الفتوني في ختام أرجوزته:
أبياتُها ألفٌ ومائتانِ *** من بعدِ سبعين مع الثمانِ
ولعل الخطأ حدث في النقل، فمن المحتمل أن وفاته كانت عام (1287 هـ /1870 م). ويدل على ذلك أن المؤرخ السيد سلمان هادي آل طعمة قال في ترجمة الفتوني: (أنه عثر على توقيع له في وثيقة بيع دار في محلة آل فائز في كربلاء مؤرخة سنة (1279 هـ) ثم قال: (ويبدو أنه توفي بعد هذا التاريخ)
أرجوزته وآثاره الضائعة:
ومثلما غاب تاريخ ولادته ووفاته ، فقد غابت سيرته العلمية وآثاره في زوايا النسيان ، والأثر الوحيد الذي بقي له هو أرجوزته التي تدل على باعه الطويل في اللغة والتاريخ والأدب ، وقد اشتملت على تواريخ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، وولاداتهم ، ووفياتهم ، وسيرتهم ، وتعداد زوجاتهم ، وأولادهم رتبها على مقدمة وأربعة عشر باباً وخاتمة.
قال عنها الشيخ أغا بزرك الطهراني أنها: (وُجِدت في مكتبة الشيخ محمد السماوي في النجف الأشرف).
قالوا عنه:
قال عنه السيد جواد شبر: (كان أحد الأعلام المبرزين بمعرفة الأدب والنحو ، وكان شاعراً مجيداً جليل القدر كثير الاطلاع)
وقال عنه الشيخ جعفر باقر آل محبوبة: (كان حائري الولادة والمسكن ، وهو من الأدباء الفضلاء ، ومن أشهر رجال هذه الأسرة)
وقال عنه الطهراني: (عالم أديب ولد بكربلاء ...)
وقال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (كان واسع العلم ، فاضلاً ، أديباً) .
وذكره الشيخ عبد الحسين الأميني في شعراء الغدير
شعره:
قال من أرجوزته (الدوحة المهدية) في الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والتي تبلغ (1287) بيتاً:
الحمدُ للهِ الـعـلـيمِ الاحدِ *** القادرِ الحيِّ القديمِ الابدي
العلمُ والقدرةُ عينُ ذاتِهِ والصدقُ والإدراكُ من صفاتِه
وقال فيما يخص الإمام الحسين (عليه السلام):
وقامَ بالأمرِ أخـوهُ الأصغـرُ *** وهوَ الحسينُ السيدُ المطهّرُ
وهـوَ يُـكـنـى بـأبـي عـبد الله *** لـقِّـب بـالشهيدِ في علمِ الله
قد حـمـلـتـه بضعةُ الرسولِ *** سـتـة أشـهـرٍ عـلى المنقولِ
في طيبةٍ ولادةُ الزاكي النَفسْ تاريخه المولودُ من غيرِ دنسْ
وولـده عـلـيٌّ الـشـهـيـدُ *** بـالـطـفِّ وهـوَ الأكـبـرُ الـعـميدُ
ثـم عـلـيٌّ الإمـامُ الـمـعـتـمـدْ *** وشـهـربـانـويـه أمُّ ذا الولدْ