مما امتازت به مدينة كربلاء المقدسة على مدن العراق خصوصاً وسائر المدن الإسلامية عموماً، هو احتضانها لـ "بيوتات" شكّلت الهوية الأدبية والثقافية والدينية لهذه المدينة على مدى تاريخها المبارك.
ومن بين هذه البيوتات الشهيرة، هو بيت السيد "عبد الصاحب بن يوسف الأشيقر" المنتهي نسبياً من جهة الأب الى السيد إبراهيم المجاب بن الإمام موسى بن جعفر "عليهم السلام"، ومن جهة الأم الى "آل زيني" العائدين الى ذرية الإمام الحسن الزكي "عليه السلام"، حيث ولد السيد في إحضان هذه العائلة الكربلائية العريقة سنة 1921م ونال شهاداته الأولية منها، ليكمل بعدها دراسة الحقوق في العاصمة بغداد والتي كللّها بنجاح باهر وانتقل منها الى العمل بالصحافة الحرة عبر صحيفته المسماة بـ "شعلة الأهالي" والمتخصصة بترجمة مشاعر المواطنين البسطاء ونقل معاناتهم بكل صراحة ومهنية (1).
ومن الآثار الخالدة لأديبنا الكبير هي دراساته المطبوعة ومقالاته الصحفية في مجالات الثورة الحسينية المباركة والدعوة الى نهضة الشعوب بوجه الظلم والطغيان، فضلاً عن نتاجاته الأدبية الأخرى كترجمة سيَر العلماء والشعراء والأدباء القدامى.