شكلت أسوار كربلاء عبر التاريخ جزءا أساسيا من بنيتها الدفاعية والحضرية، إذ عكست تطورها العمراني واستجابتها للتحديات الأمنية والاجتماعية، تميزت هذه الأسوار بتصميمها المتين وأبوابها التي حملت أسماء ذات دلالات تاريخية، مما جعلها شاهدة على المراحل المختلفة التي مرت بها المدينة.
كانت المدينة محاطة باسوار من اللبن المجفف بالشمس كما كانت لها في هذا السور خمسة أبواب،ويذكر ان اول سور شيد للحائر في القرن الثالث الهجري على يد محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير سنة 283هـ_696م، في سنة 372هـ_982م،شيد السور الثاني وهو السور الذي ذكره ابن ادريس في رسالته العملية (السرائر في الفقه)،وقدرت مساحته(2400) والذي شيده عضد الدولة البويهي.
اما السور الثالث فقد أقامه الوزير الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي وذلك سنة 403هـ_1021م،حول قصبة كربلاء، ونصب في جوانبها الأربعة ابواباً مكينة من حديد وقد نوه ابن ادريس في رسالته (السرائر- قسم المواريث) عند زيارته كربلاء في عام 588هـ_1192م، وكانت البلدة مسورة بسور من اللِبن المجفف بالشمس وهذا السور كان يحوي خمسة أبواب، وفي سنة 479هـ _1086م أمر السلطان ملكشاه السلجوقي بتعمير سور الحائر أثناء زيارته لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام).
بمرور الزمن تصدع بناء السور بفعل التقادم حتى سُهل الاختراق من قبل الأعداء ولهذا تمكن الوهابيون من الهجوم على المدينة واختراقها عام 1216هـ_1802م، فكان ان تصدى العالم الفاضل السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض بعد غارة الوهاببين بإعادة بناء السور حول المدينة يحمي سكانها ويحافظ عليها سنة 1217هـ_1802م وبتمويل وتبرع من بعض الشيعة في الهند، وجعل لها ستة أبواب عرف كل باب باسم خاص واستبدل أسماء الأبواب بأسماء الأطراف ، وبعد مجيء مدحت باشا هدم قسماً من السور من جهة طرف باب النجف واضاف طرفا اخر للبلدة سمي بمحلة العباسية، فأصبحت لكربلاء سبعة اطراف.
وكانت معالم هذا السور باقية حتى سنة 1342هـ_1923م،وقد ورد في كتاب جغرافية العراق لطه الهاشمي مانصه:يتراوح ارتفاع سور مدينة كربلاء ما بين 20 الى 30 قدما وهو مبني من الآجر ومن أعلاه أبراج وموقع المدينة مستوي الا من الجهة الشمالية اعلى من سائر الجهات.
وكان الى وقت قريب بقايا من السور في طرف باب الخان وهو جدار حمام نينوى ، كما توجد بقية من السور في طرف المخيم وهو جدار لمعلم يقع في زقاق السور بجوار مدرسة الخطيب الدينية وقد اصبح اليوم اثراً بعد عين.
اما أبواب السور فكانت كربلاء قبل سنة 1217هـ_1802م أي قبل بناء السور الأخير تحتوي على ثلاثة اطراف الطرف الأول منها كان يدعى بمحلة آل فائز والطرف الثاني بمحلة آل زحيك والطرف الثالث بمحلة آل عيسى،نسبة الى الاقوام العلويين الذين سكنوها من قبل، وبعد هذا التاريخ استبدلت أسماء هذه الاطرف بالمحلات التالية:
المصدر
سلمان هادي آل طعمة،كربلاء في ذاكرة
محمد مصطفى الكليدار ال طعمة، مدينة الحسين
ابن الجوزي،المنتظم في تاريخ الملوك والأمم