اشتهرت مدينة كربلاء المقدسة بجمالها وطبيعتها الخلابة والمتنوعة وموقعها الجغرافي المتميز، تقع إلى الجنوب الغربي من بغداد بنحو 105 كلم، وعند تقاطع درجتي العرض 44,3 درجة شرقاً والطول 32,36 درجة شمالاً، وتبعد عن نهر الفرات غرباً بحوالي 30 كلم، إذ تقع على حافة البادية في وسط المنطقة الرسوبية من العراق، وتحيطها بساتين النخيل وأشجار الفواكه من ثلاث جهات. ويسقيها نهر الحسينية المتفرع من نهر الفرات.
تتألف محافظة كربلاء حالياً من الأقضية والنواحي التالية: (مركز قضاء كربلاء وتتبعه "ناحية الحسينية ناحية الحر") (مركز قضاء الهندية (طويريج) وتتبعه "ناحية الخيرات"، " ناحية الجدول الغربي") (قضاء عين التمر)، وتتميز بكثرة بساتينها العامرة، وخاصة بساتين التمور والفواكه المختلفة والخضروات، إلى جانب الحبوب، وتعد إحدى أهم المناطق الزراعية في العراق نظراً لتربتها الصالحة والخصبة ووفرة مياهها.
وتعكس الصناعات والحرف اليدوية ثقافة الشعوب وفنونها وتعتبر من مقومات الجذب السياحي في هذه المدينة المقدسة، وكانت وماتزال هي الظاهرة الشاخصة بهذا الموروث الثقافي والشعبي الذي اشتهرت به خلال القرون الماضية لاسيما النقش على النحاس والزخارف الخشبية، وكذلك الترب التي يسجد عليها وسبح الصلاة، وقد عرفت المدينة أيضا بصناعة الطابوق الطيني المفخور (الآجر) والجص بالإضافة إلى وجود مصانع التعليب والألبان.
وتعتمد مدينة كربلاء المقدسة في اقتصادها بالدرجة الأولى على السياحة الدينية، حيث تفد عليها مجاميع الزوار على مدار السنة، لاسيما في المناسبات الدينية المهمة لزيارة مراقدها المقدسة، حيث يبلغ عدد الزائرين القادمين إليها من داخل العراق والدول الإسلامية ومن دول أخرى تتواجد فيها جاليات إسلامية كبيرة عدة ملايين سنويا، وهم يشكلون عاملاً مهماً ومستمراً لتحريك السوق المحلية ومصدراً هائلاً للدخل الوطني.
المصدر/
كربلاء الحاضر والتاريخ، رؤوف محمد علي الانصاري، ط1، ص18-24