لكل شاعر ميّزة خاصة في نظم شعره قد تشكل بصمة تبرز بين أقرانه، لكننا نقف قليلاً أمام شعراء الطف فنجدهم كتلة متماسكة بألوان مختلفة تنطلق لتشكل حزمة واحدة في محبة آل البيت (عليهم السلام).
كما ينطلق من الحرف مدركات ذهنية تتناغم مع الصوت وأجملها ما كانت عفوية ولذلك درس علماء اللغة الصوت ومناسبة الحروف لمعانيها فلكل حرف علاقة وثيقة بمحتواه المعنوي ويطلق عليها تسمية إيحاء الأصوات.
إن لصوتية الحروف فاعلية بنائية تخضع في بعض الأحيان لانطباعات فجائية مبعثها ما يسمى بإيحاء الأصوات أو ما نصطلح عليه بتداعي معاني الحروف حيث يشكل الصوت في النسق اللغوي منطلقاً للوعي والأثر.
فلو أنعمنا النظر في مطلع مقطوعة عقبة بن عمرو السهمي حينما قصد كربلاء لزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، ووقف بإزاء القبر وقال:
مررت على قبر الحسين بكربلا ففاض عليه من دموعي غزيرها
سيجد من يقرأ هذا البيت تعبيراً عن حالة الشاعر، فقد رسم صور شعرية بالكلمات ولاسيما حينما كرر بعض الحروف التي يحتاج نطقها إلى تكرار الصوت، كما في الفعل (مر).
ومن الجدير بالذكر إن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أعلن عن اصدار مؤلفه (الوهج الوضاء لسيد الشهداء)، في تاريخ 14 كانون الاول 2022م، والمعني بالدراسات ألادبية في الخطاب الحسيني الشريف.
المصدر || سهام صائب خضير، الوهج الوضاء لسيد الشهداء، مركز كربلاء للدراسات والبحوث 2022، ص66