ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ان المطلوب في الدين هل هو الايمان الطوعي او الايمان بالدين وان كان عن جبر او اكراه؟
لا شك في أن المطلوب في الدين هو الإيمان الطوعي بكلا عنصريه من الإذعان القلبي والقولي، فلابد من أن يكون هذا الإذعان بكلا مستوييه طوعة لاکرها بالاجبار والتهديد.
ولكن يرد هنا سؤال وهو أن الإنسان لو حصل له هذا الإذعان عن إجبار فهل ما يأتي به وفق هذا الإذعان يعد امتثالا للتكليف الشرعي وفق منظور الدين أو لا قيمة له بتاتا؟
و (الجواب عن ذلك): بالإيجاب، والوجه في ذلك: ما تقدم في الحديث عن الموضوع الخامس - من أن الإذعان الظاهري بالله سبحانه ورسالته ومضمونها وإن لم يكن إيفاء بتهام ما هو الواجب في مقام الأدب تجاهه تعالى؛ لأن الواجب أن يكون هذا الإذعان عن تبصر۔ وإذعان قلبي، ولكنه عمل ببعض الواجب بها يجعل وجوده خيرا من عدمه عند العقلاء.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 148-149.