ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن من اقتنع بالحقيقة الدينية، وراعاها في عمله وسلوكه، فقد انتفع بها بعض الشيء، حتى لو كان ذلك عن تقليد واتباع، كما هو الحال في الحقائق الأخرى في هذه الحياة التي يلقن الإنسان بها من قبل الآباء والمعلمين ووسائل الإعلام الهادف، وتلك سنة الحياة في شؤونها كلها.
نعم هناك ملاحظات خاصة في شأن التقليد في أمر الدين.
۲. إن القبول بالدين على سبيل التقليد وإن كان يفي بالغرض إلا أنه قد لا يكون امتثالاً لتمام ما هو الواجب شرعاً؛ لأن الواجب في الدين وفق الاتجاه الفقهي المشهور أمران: الاعتقاد بالحق، وكون هذا الاعتقاد عن استدلال - لمن يتيسر له ذلك.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 140.