ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن رسل أهل الكوفة قد تلاقوا عند الإمام الحسين "عليه السلام"، فقرأ الكتب، وسأل الرسل عن أمر الناس، ثم كتب مع "هانىء بن هاني السّبيعي"، و"سعيد بن عبد الله الحنفي"، واللذان كانا آخر الرسل القادمين اليه.
وقالت الموسوعة ضمن إطار سردها لآيات وعلل الثورة الحسينية الإصلاحية، إن نصّ إجابة الإمام "عليه السلام" لأهل الكوفة، كانت كالآتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
من حسين بن علي الى الملأ من المؤمنين والمسلمين، أما بعد، فإن هانئاً وسعيداً قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قَدِمَ عليّ من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة، إنه ليس علينا امام، فاقبل لعلّ الله ان يجمعنا بك على الهُدى والحق.
وقد بعثت اليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي، وأمرته ان يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم، فإن كتب إليّ أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت عليّ به رسلكم، وقرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكاً ان شاء الله، فلعمري ما الإمام الا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله والسلام".
وأشار المحور التاريخي في الموسوعة، الى أنه "بهذه الصراحة المتناهية، والوضوح الذي لا لبس فيه، حدد الإمام الحسين قدومه الى الكوفة لقيادة أمة وجدت فيه محاولة للخلاص من نير ظلم جثم على صدور أبنائها من قتل وابتزاز وتنكيل، وحدد مجيئه إليهم بموافقة أهل الفضل وأصحاب العقل منهم، كالذي وجده في كتب أهل الكوفة ورسائلهم، ورسم وجوههم، وسمات بشائرهم، مبيناً صفات الإمام القائد والشروط التي يجب أن تتوافر فيه ليكون حجة على من كتب له، وميثاقاً من الواجب على القوم الالتزام به، وعدم الإخلال بمضامينه".
المصدر: - موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 20-21.