أروع تلك الأنامل هي التي أبدعت وصممت النقوش والزخارف والآيات التي زينت هذه الجدران العالية وتلك المنارات والقباب الشاهقة التي عانقت السماء منذ مئات السنين. في قطع مترابطة تعرف بـ (الكاشي الكربلائي).
ان هذا التراث والفن الخالد الذي تميزت به مدينة كربلاء منذ أكثر من ثلاثة قرون من الزمن حتى أصبح من سمات وفنون هذه المدينة المقدسة فمن عِظَم كربلاء أتت شهرة الكاشي الكربلائي، الذي أصبح مضربا للأمثال في مختلف بقاع الأرض.
تعتمد الصناعات الفنية للكاشي الكربلائي على مهارات وتقنيات عالية وخبرة طويلة متراكمة ومتوارثة ترتكز الى الاتقان والدقة في العمل والى الاجادة والابداع في الصنع، كما يتميز هذا الكاشي بمواصفات فنية راقية، منها ان ألوان نقوشه وزخارفه معمرة وذات لمعان اخاذ وبهاء ساطع.
لا يكشف القائمون على صناعته عن (سر المهنة) لتبقى حكرا عليهم يورثها الاباء الى الابناء جيلا بعد جيل، وليس ثمة أي سر في هذه الصنعة وانما الخبرة هي التي تلعب دورا مهما في الجودة وطريقة الخلط الامثل للكور والافران وان درجات حرارتها هي التي تتحكم في درجات الالوان ونقائها.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1.ص85