يقع مقام الكف الأيمن في الجهة الشمالية الشرقية من العتبة العباسية المقدسة في محلة باب بغداد، بين منطقتي محلة باب الخان وباب بغداد، بالقرب من مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام). يتكون المقام الذي يقع داخل زقاق نافذ ويتخذ ركناً من جهتين على يسار الزقاق، وفيه ثلاث نوافذ. تم تغليف واجهته بالكاشي الكربلائي وعليها كتيبة قرآنية مكتوب عليها الآية: ((بسم الله الرحمن الرحيم (وَفَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أَجْرَاً عَظِيمَاً) النساء:95))، من الجهة الأخرى، يوجد شبّاك ذو بابين صغيرين من النحاس مكتوب عليهما البيت الشعري
ذا لعباس العلى الطهر مقام * كفه اليمنى بدت يوم الطفوف
ودون تأريخ عمل الشبّاك أسفل الفتحة اليمنى منه (1394هـ/1974م)، وعلى الباب الأيسر مكتوب: (عمل جعفر داود السبّاك). وتعلو الشبّاك لوحة من الكاشي الكربلائي رسم عليها كف مقطوعة ترمز إلى كف أبي الفضل العباس (عليه السلام) وهي محاطة بالنخيل، يعلوها قول أبي الفضل العباس (عليه السلام):
والله لو قطعتُمُ يميني * إنّي أحامي أبداً عن ديني
وعن إمامٍ صادقِ اليقين * نجلِ النبيّ الطاهرِ الأمين.
كما يعلو الشبّاك أيضاً رسم لكفين مقطوعين متقابلين، كُتب على الجانب الأيمن منها (هذا مقام) وعلى الجانب الأيسر (كف العباس)، وتعلو ذلك كتيبة من الكاشي الكربلائي كتب عليها البيتان اللذان قالهما أبو الفضل العباس (عليه السلام) حينما ورد الماء على نهر الفرات وامتنع أن يشرب، فارتجز قائلاً:
يا نفسُ من بعد الحسين هُوني * وبعده لا كنتِ أن تكوني
هذا الحسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين
والله ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين.
تجسد هذه المقامات تخليداً للمقام المقدس لكفّي الجود العلوي، وهما يلوحان أمام زائري مرقد أبي الفضل (سلام الله عليه) كمقامين شامخين يمثلان موقع سقوط كفيه الأيمن والأيسر، يتبرك أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بهذين المقامين الشريفين، ويستحضرون من خلالهما ساحة البطولة والفداء، مستلهمين تضحية ساقي عطاشى كربلاء (عليه السلام) بكفيه ودمه فداءً للأخوّة الحسينية التي رسخ قواعدها بها، مما جعلها نموذجاً ومثلاً للأجيال عبر العصور.
المصدر
عبد الامير القريشي،المراقد والمقامات في كربلاء،بيت العلم للنابهين،بيروت،2008، ط1،ص170