1-مكتبة السيد القمي
كانت مكتبة السيد الحاج آقا حسين القمي من أبرز المكتبات الفقهية والأصولية، إذ ضمت مجاميع ضخمة من الكتب القيمة، سواء المطبوعة أو المخطوطة، لمشاهير علماء الإمامية ومراجعها العظام، أصبحت هذه الكتب فيما بعد مصادر دراسية وتحقيقية أساسية لكل مجتهد وطالب علم متفوق يسعى للتعمق في علوم الدين الإسلامي، كما اشتملت المكتبة على كتب متنوعة في مجالات التاريخ الإسلامي، علم الكلام، التفسير، الحديث، الرواية، وعلم الرجال. بعد وفاة السيد القمي عام 1366هـ، انتقلت المكتبة إلى نجله العلامة السيد الحاج آغا مهدي القمي، الذي واصل مسيرة والده في الفتوى وإمامة الجماعة في الروضة الحسينية لفترة، قبل أن يهاجر إلى لبنان ومنها إلى إيران، حيث توفي سنة 1406هـ.
2-مكتبة السيد محمد رضا البهبهاني
كانت هذه المكتبة من أنفس المكتبات، حيث ضمت آلاف الكتب الدينية والعلمية، سواء المخطوطة أو المطبوعة، لا سيما تلك التي تناولت تراث الشيعة والمذهب الجعفري الإمامي، من أبرز محتوياتها نسخة نادرة وقديمة جدًا من كتاب "بحار الأنوار" للعلامة المجلسي، الذي يتألف من عشرات المجلدات، ورث السيد محمد رضا البهبهاني هذه المكتبة عن أسلافه من آل البهبهاني، الذين عُرفوا بعلمهم وفضلهم في كربلاء. كما قام هو نفسه باقتناء مجموعة من أندر الكتب والمخطوطات، مما زاد من قيمة مكتبته، ومع انتقال عائلة البهبهاني إلى إيران في فترات متعاقبة، فقد تفرقت كتب المكتبة بين الأبناء والأحفاد، خاصة بعد مغادرة السيد محمد رضا البهبهاني لكربلاء خلال سبعينيات القرن الرابع عشر الهجري، حيث استقر في طهران وتألق بين علمائها حتى وفاته أثناء أداء فريضة الحج عام 1389هـ.
3-مكتبة السيد الميرزا مهدي الشيرازي
كانت هذه المكتبة عامرة وغنية بكتب الفقه والأصول والحديث والتفسير والتاريخ، إلى جانب مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة التي شكلت جزءًا من الإرث العلمي لأسرة الشيرازي، التي اشتهرت بالعلم والتأليف والتحقيق. احتوت المكتبة على مصنفات للسيد الميرزا مهدي الشيرازي، المتوفى سنة 1380هـ، وبعد وفاته، تولى رعايتها نجله الأكبر، آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي، الذي وسّع محتوياتها وأضاف إليها كتبًا عديدة، سواء من تأليفه أو من تأليف إخوته، وخاصة السيد حسن الشيرازي، الذي ترك مؤلفات علمية وفكرية ذات أهمية كبيرة. بلغ عدد كتب المكتبة عدة آلاف من المجلدات، لكنها تفرقت بعد رحيل عائلة الشيرازي من كربلاء عام 1391هـ.
4-مكتبة الخطيب
أسسها الفقيه والمحقق الشيخ محمد الخطيب، المتوفى سنة 1380هـ، وضمت عددًا كبيرًا من كتب الفقه والأصول والتاريخ، بالإضافة إلى مصادر دينية وثقافية قديمة وحديثة، فضلاً عن عشرات المخطوطات النادرة، بعد وفاته، آلت إدارة المكتبة إلى نجله الشيخ عبد الحسين الخطيب، الذي تولى في الوقت ذاته إدارة المدرسة الدينية المعروفة باسم "مدرسة الخطيب"، التي كان والده قد أشرف على إدارتها سابقًا.
5-مكتبة البحراني
كانت مكتبة السيد محمد طاهر بن محمد بن محسن الموسوي البحراني، المتوفى في 6 صفر سنة 1384هـ، واحدة من المكتبات الزاخرة بالمصنفات الفقهية والدينية، فضلًا عن كتب الأنساب والتراجم، ونوادر الكتب القيمة، مثل "النفحات العنبرية في أنساب خير البرية"، المخطوط سنة 891هـ، ونسخة نفيسة من المصحف الشريف يُنسب خطها إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
6-مكتبة الشيخ محمد مهدي المازندراني
أسسها الشيخ محمد مهدي بن الشيخ عبد الهادي المازندراني الحائري، المتوفى في 14 ذي القعدة سنة 1385هـ. احتوت المكتبة على العديد من كتب الفقه والأصول، وتراجم الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، إلى جانب مخطوطات قيمة ذات أهمية علمية كبيرة. لا تزال كتبها محفوظة اليوم في إحدى زوايا المدرسة الدينية التي أسسها الشيخ بنفسه.
7-مكتبة العلامة السيد عباس الكاشاني الحائري
كانت مكتبة خاصة أسسها العلامة السيد عباس الكاشاني الحائري في داره بمدينة كربلاء، حيث احتوت على مجموعة نفيسة من المخطوطات التي اقتناها من مكتبات مختلفة. من بين هذه المخطوطات مجموعة في علم الأصول، وهي تقريرات العالم الفقيه الشيخ علي بن أحمد البفروئي اليزدي الحائري، المتوفى حوالي سنة 1324هـ. أشار النسابة الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه "نقباء البشر" إلى أنه رأى هذه التقريرات في مكتبة السيد عباس الكاشاني. وبعد هجرة السيد الكاشاني من كربلاء إلى إيران، نقل مكتبته معه، وهي لا تزال محفوظة في منزله بمدينة قم المقدسة.
المصدر
نور الدين الشاهرودي،تاريخ الحركةالعلمية في كربلاء،دار العلوم،بيروت،1990،ط1،ص299
