يقع مقام علي الأكبر في كربلاء المقدسة، في محلة باب السلالمة بالتحديد في زقاق يسمى (الجية)، ويُعد من المعالم الدينية المهمة التي يقصدها الزائرون للتبرك به، يتميز المقام بشباك معدني يطل على الزقاق المؤدي إليه، ويضم في داخله مصلى صغيرا يحتوي على بعض الرموز التي تشير إلى آل بيت النبوة، وعلى اللافتة العلوية للمقام، كُتب (السلام على الشهيد ابن الشهيد) في إشارة إلى علي الأكبر، نجل الإمام الحسين (عليهم السلام)
يعود تاريخ هذا المقام إلى ما يقارب 150 عاماً، وفقا لما يرويه أهالي المنطقة، وقد تم إنشاؤه في الأصل ضمن دار الحاج كاظم الاسدي، والد زوجة الحاج عبد الحسناوي (أبو بسامير)، كان في بدايته عبارة عن شباك صغير مصنوع من الخشب، وبعد مرور السنوات أُجريت عليه بعض التعديلات العمرانية من قبل الحاج الأسدي، حيث تم تركيب شباك معدني مع منارتين صغيرتين(1) ، ورغم هذه التعديلات، بقي البناء متواضعاً ولا يتناسب مع قدسية المكان وأهميته الدينية، حيث يرى الزوار وأهالي المنطقة أنه لا يليق بمقام صاحب المرقد الشريف.
مديرية الوقف الشيعي في كربلاء والأمانة العامة للمزارات الشيعية كانتا قد أدرجتا مقام علي الأكبر ضمن خطط إعمار وتطوير المقامات والمزارات المقدسة، ومع ذلك، لم يتم تنفيذ أي أعمال تطوير خلال السنوات الخمس الماضية، مما أثار استياء الأهالي والزائرين الذين يأملون في تنفيذ وعود الجهات المعنية لتوسعة المقام وإعادة بنائه بما يليق بمكانة علي الأكبر، خاصة مع توافد أعداد كبيرة من الزوار من داخل العراق وخارجه لزيارته والتبرك به.
المقام نفسه يقع ضمن مبنى يحتوي على مصلى صغير، وهو غير متناسب مع أعداد الزوار، مما يسبب الازدحام والحرج لهم، خاصة خلال المواسم الدينية، كما أن البناء الحالي للمقام قديم نسبيًا وغير متلائم مع الأهمية التاريخية والدينية التي يحملها. يبعد المقام حوالي 200 متر عن العتبة الحسينية المقدسة، مما يجعله موقعا مهما للزائرين القادمين إلى كربلاء، وهو ما يعزز من الحاجة الملحة لإعادة تأهيله وتوسيعه بما يضمن راحة الزوار ويعبّر عن القيمة العظيمة التي يمثلها علي الأكبر( عليه السلام) في الذاكرة الإسلامية(2)
المصدر
(1)عبد الأمير القريشي،المراقد والمقامات في كربلاء، بيت العلم للنابهين،بيروت،2008،ط1،ص169
(2)تقرير لقناة الامام الحسين الفضائية في تاريخ ( 21 -3-2021)
زين العابدين سعد عزيز