8:10:45
هكذا كان يتم التنقل بين كربلاء والمدن المحيطة بها أوائل القرن العشرين هذا ما رآه جنود المتوكل العباسي عند إقدامهم على هدم قبر الحسين (عليه السلام) بالفيديو || أمسية رمضانية أقامها المركز: وجهاء كربلاء يستذكرون تراث مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) وثيقة تاريخية يطالب فيها وجهاء كربلاء من الصدارة العثمانية إبقاء المتصرف في منصبه مركز كربلاء للدراسات والبحوث ينظم ندوة علمية حول الظواهر السلبية في معهد الفنون الجميلة بكربلاء مركز كربلاء للدراسات والبحوث يهنئ مجموعة قنوات كربلاء الفضائية بذكرى تأسيسها السابعة عشرة ابرز انشطة الاسبوع السابق - اسبوع في لمحة 9 وثيقة تاريخية في موسوعة كربلاء الحضارية تكشف عن تبادل وظيفي بين مديري تحريرات كربلاء وكموشخانة عقلاء المجانين برعاية مكتب المركز في ألمانيا: ملتقى رمضاني يناقش التعايش بين الطوائف الدينية التعايش و حسن العلاقات في المجتمع (خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم و إن عشتم حنّوا إليكم) في مثل هذا اليوم On this day في أمسية رمضانية أقامها مركز كربلاء للدراسات والبحوث: وجهاء كربلاء يستذكرون تراث مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) بالفيديو المركز يقيم ندوة علمية عن حقوق المرأة، في رحاب كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة كربلاء بالفيديو || ندوة إرشادية حول مرض الحمى القلاعية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث الكون والقرآن كتاب يبحث في علم الفلك أمسية رمضانية وثائق ملكية تثبت أن مساحة كربلاء كانت تشكل نصف مساحة العراق! مركز كربلاء يقيم ندوة علمية عن حقوق المرأة، في رحاب كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة كربلاء اجتناب لوم الآخرين و سوء الظن ... محمد جولد الدمستاني
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
01:29 PM | 2025-02-04 237
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

حين تنطق القباب بلغة الخلود.. قصة الإعمار الجلائري للمرقد الحسيني

في عام 767 هـ/1366م، شهد مرقد الإمام الحسين (ع) في كربلاء تحولاً معمارياً كبيراً تحت حكم السلطان أويس بن الشيخ حسن الجلائري، سلطان الدولة الجلائرية التي حكمت العراق وخراسان، قرر السلطان أويس تجديد الروضة الحسينية للمرة السابعة في تاريخها، لتعكس مكانتها الروحية وتعزز شرعيته كحاكم شيعي متحمس لخدمة المقدسات، بدأ المشروع ببناء ضريح ضخم فوق القبر الشريف، مُشيّد من الطابوق (الآجر) المحروق والجص، مع تصميم قبة عالية ترتفع فوق الضريح، صُممت أيضاً من الآجر لتتناغم مع الهيكل العام. ولإضفاء طابع الجلال، أُقيمت مئذنتان توأمتان في مقدمة الحرم، تحيطان بالقبة وترتفعان بشكل متناسق، كرمز للعمارة الإسلامية التي تجمع بين البساطة والوقار. 

لم تكن الأحداث السياسية بمنأى عن هذه المشاريع، ففي نفس العام (767 هـ)، تمرد  أمين الدين مرجان، والي بغداد التابع للجلائريين، محاولاً الانفصال عن السلطنة، لكن هزيمته العسكرية أمام جيش السلطان أويس دفعته للفرار إلى كربلاء، حيث لجأ إلى حرم الإمام الحسين (ع) طالباً الحماية، ونذر إن نجا أن يبني مئذنة ومسجداً ملحقاً بالمرقد، وبعد مفاوضات، عفا السلطان أويس عن مرجان تقديراً لـتعلقه بأهل البيت، فوفى الأخير بنذره، وشيّد مئذنةً عُرفت تاريخياً بـ(مئذنة العبد) في الجانب الشرقي من الصحن الحسيني، بمواد بناء متواضعة من الآجر والجص، مع مسجد صغير جاورها، ولم يكتفِ بذلك، بل أوقف أموالاً من أملاكه في بغداد وكربلاء وعين التمر لضمان استمرارية صيانة المئذنة والمسجد، وهو ما جعلها تُذكر في المصادر كأحد أقدم الأوقاف المرتبطة بالمرقد. 

استمرت جهود السلطان أويس حتى وفاته، ليتولى ابناؤه السلطان حسين والسلطان أحمد إكمال المشروع عام 786 هـ/1384م، فتم توسعة الروضة الحسينية بإضافة إيوان الذهب، البهو الأمامي الفاخر الذي أصبح لاحقاً أيقونة فنية بزخارفه المدهشة من المرايا الملونة والفسيفساء والطابوق القاشاني (خزف ملون)، والذي صُمم ليُبرز جمال الضريح من خلال فتحات محسوبة في اتجاه قبلة الصلاة، كما أعيد تشكيل المساحة المحيطة بالضريح على شكل مربع، مع إدخال تقنيات زخرفية جديدة كالخطوط الكوفية المذهبة على الجدران، وإطارات من المرايا الصغيرة التي تعكس الضوء داخل الحرم، مما أعطى المكان بعداً روحياً أخّاذاً. 

وفي عام 793 هـ/1391م، أضاف السلطان أحمد لمسةً نهائية للمشروع بتزيين المئذنتين بالطابوق القاشاني الأصفر، الذي استُورد من مدن إيرانية ككاشان، مع نقش تاريخ البناء عليهما بعبارة: "تم هذا العمل سنة 793 هـ". كما جرى تعزيز أساسات القبة لتصمد أمام العوامل الطبيعية، وهو ما يفسر بقاء الهيكل الأساسي للبناء الجلائري حتى اليوم، رغم الكوارث والترميمات اللاحقة.

 

راجع

د.عبد الجواد الكليدار آل طعمة،تاريخ كربلاء وحائر الحسين(عليه السلام)،المطبعةالحيدرية،النجف الاشرف،1949،ص166

 

زين العابدين سعد عزيز

Facebook Facebook Twitter Whatsapp