8:10:45
العباس بن علي (عليه السلام) سيرة القمر الهاشمي الذي سقى التاريخ إباء ... زين العابدين العبيدي المقاهي الكربلائية.. أروقة الثقافة والمقاومة بمناسبة الذكرى العطرة لميلاد قمر بني هاشم، أبي الفضل العباس (عليه السلام)، ندوة الكترونية مركز كربلاء للدراسات والبحوث يهنئ الأمة الإسلامية بميلاد الإمام الحسين (عليه السلام) السيد نصر الله الفائزي .. الفقيه والخطيب والدبلوماسي الذي دفع حياته ثمناً للسلام 2-2-1987 افتتاح منطقة مابين الحرمين الشريفين الحمامات الشعبية في كربلاء.. تراث يتلاشى تاريخ المكتبات في كربلاء..رحلة عبر الزمن من المخطوطات الى الكتب المطبوعة ج5 إمام عباس كلدي.. صيحة خوف وانهزام العثمانيين أمام قوة الثوار الكربلائيين المدرسة الهندية الكبرى.. صرح علمي وديني في كربلاء الحوار و الحرب في معركة الجمل عملية جراحية تكللت بالنجاح للحاج عبد الامير القريشي المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين 2025م/1447 تاريخ المكتبات في كربلاء..رحلة عبر الزمن من المخطوطات الى الكتب المطبوعة ج4 إعلان ملف المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين تاريخ المكتبات في كربلاء..رحلة عبر الزمن من المخطوطات الى الكتب المطبوعة استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مركز كربلاء يقيم ندوة إلكترونية تعريفية بالمؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين تاريخ المكتبات في كربلاء..رحلة عبر الزمن من المخطوطات الى الكتب المطبوعة
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
12:52 PM | 2025-02-03 84
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المقاهي الكربلائية.. أروقة الثقافة والمقاومة

عُرفت مدينة كربلاء المقدسة، منذ قرون، بكونها مركزاً دينياً وثقافياً واجتماعياً بارزاً في العراق، لكن ما يخفى على الكثيرين هو تاريخها العريق في احتضان المقاهي التي كانت نقاط التقاء للشعراء والأدباء والوجهاء، بل وحتى الثوار ضد الاحتلال العثماني. هذه المقاهي، التي تحول معظمها اليوم إلى محلات تجارية، كانت شاهداً على حقبة زاخرة بالأحداث التي شكلت هوية المدينة.

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، انتشرت في أحياء كربلاء عشرات المقاهي التي لم تكن مجرد أماكن لشرب الشاي او القهوة، بل تحولت إلى منتديات أدبية وسياسية، كانت هذه المقاهي مقصداً لشخصيات بارزة كالشاعر الكبير عبد الحسين الحويزي، الذين استلهموا من أجواء كربلاء المقدسة قصائدهم وأعمالهم.

كان مقهى علي هدلة، الواقع في سوق الساعجية، من أشهر المقاهي آنذاك، قبل أن يُهدم السوق لاحقًا لإنشاء شارع بين الحرمين الشريفين، كان المقهى ملاذًا للهاربين من التجنيد الإلزامي الذي فرضته الدولة العثمانية، والذي استنزف شباب العراق في حروبها، ولم يقتصر دوره على ذلك، بل أصبح مركزا للتخطيط لثورة عام 1872م، حيث قاد صاحبه، علي هدلة، حملات تحريض ضد الضرائب الباهظة والتجنيد القسري، ما أسفر عن اشتباكات مسلحة مع الحامية العثمانية في المدينة.

في محلة باب الطاق، بالقرب من حمام المالح الشهير، كان (مقهى المستوفي) نقطة تجمع يومية لأهالي المحلة، حيث يُروى أن مجالسه شهدت نقاشات حول إدارة شؤون المدينة،كما كان المقهى مقراً لعقد الصلح بين العشائر.

أما (مقهى الحاج كريم النصراوي) في رأس سوق النجارين ، فكانت مقصداً للتجار وأعيان العشائر، حيث تتداول فيه الأخبار التجارية وتُدار الصفقات، كما كان يستضيف اجتماعات (الديوانيات) السرية لدعم المقاومة ضد الاحتلال البريطاني لاحقاً.

كان مقهى سيد حسين الهندي، الواقع مقابل محطة سكة الحديد التي شُيّدت عام 1914م، من أوائل المقاهي التي واكبت المستجدات الحديثة، فقد كان صاحبه أول من أدخل جهاز الراديو او كما سمي في بادئ الامر (راديو كرام)، وكذلك الكرامفون، أو صندوق الغناء، مما جعل المقهى مقصداً للشباب الساعي إلى الانفتاح على الثقافة العالمية والاخبار الدولية والتطور العصري.

لا يزال أبناء كربلاء يذكرون بأسماء مقاهي مثل: -

مقهى عباس مال الله: الذي كان ملتقى لرواد الفن الشعبي.

مقهى جهاد البغدادي: الذي استضاف أولى مسرحيات المدينة الهادفة.

مقهى عبد الحسين القهواتي: الذي اشتهر بقهوته الممزوجة بالهيل، وفقاً لوصف الكاتب علي حسن الفواز في مقال له.

مقهى دنفش: الذي تحول لاحقاً إلى مركز لبيع الأدوات الكهربائية في السبعينيات.

مع توسع المدينة وإنشاء الشوارع الحديثة مثل شارع بين الحرمين، بدأت هذه المقاهي بالاختفاء، حيث طال الهدم 90% منها بسبب تحويلها إلى مجمعات سكنية أو أسواق، مثل سوق الحسين المركزي الذي حلَّ محل عدة مقاهي في سوق النجارين، ولم يتبقَ اليوم سوى ذكراها في كتب التاريخ وذاكرة الجيل القديم، فكانت تلك المقاهي مراكز تجمع تنبض بالثقافة والمقاومة، تحمل بين جدرانها فصولاً من تاريخ المدينة وروحها الحية.

 

 

 

 راجع

سعيد رشيد زميزم ، كربلاء تاريخاً وتراثاً، من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث ، ص192

 
Facebook Facebook Twitter Whatsapp