يُعد (طاق الزعفراني) أحد أبرز المعالم الأثرية في مدينة كربلاء المقدسة، حيث يقع في محلة (باب الطاق) بالقرب من الحرم الحسيني الشريف، على بعد أقل من مئة متر عنه خلف مستشفى السفير بالتحديد ، يعود تاريخ بناء هذا الطاق إلى أكثر من 200 عام، ولا يزال قائماً حتى اليوم كشاهدٍ على تاريخ المدينة الغني بالأحداث والثورات.
يرجع أصل تسمية الطاق بـ(الزعفراني) إلى عائلة السادة آل الزعفراني، وتحديداً إلى دار السيد مهدي الزعفراني الذي كان يسكن بالقرب منه، كما ارتبط اسم الطاق بالسيد إبراهيم الزعفراني، قائد الثورة التي قام بها أبناء كربلاء ضد الوالي العثماني نجيب باشا عام 1842، كانت دار السيد إبراهيم مقراً لاجتماع الثوار، مما جعل الطاق مركزاً للحركة المقاومة في تلك الفترة.
خلال تلك الأحداث العنيفة، تعرض الطاق لقصف بالمدفعية بسبب المعارك التي دارت في المنطقة، مما أدى إلى تضرره جزئياً، ومع ذلك، قام أهالي المحلة والمحلات المجاورة بإعادة ترميمه، مما حفظه كرمزٍ للصمود والتاريخ.
يتميز الطاق ببنائه المعماري الفريد، حيث يتكون من أقواس مدببة بنيت بالطابوق الفرشي والجص، ويعكس طرازه العمارة الإسلامية التقليدية،وعلى الرغم من أن كربلاء كانت تشتهر بعدة أطواق تراثية، إلا أن معظمها تعرض للهدم مع مرور الزمن، مما يجعل طاق الزعفراني أحد المعالم القليلة الباقية التي تحكي قصة المدينة وتاريخها العريق.
راجع
كربلاء تاريخاً وتراثاً،سعيد رشيد زميزم،من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2018،ط1،ص36
زين العابدين سعد عزيز